«قد كثرت الأقوال في المهدي حتى قيل : لا مهدي إلا عيسى ، والصواب الذي عليه أهل الحق أنّ المهدي غير عيسى وأنه يخرج قبل نزول عيسى عليهالسلام ، وقد كثرت بخروجه الروايات حتى بلغت حدّ التواتر المعنوي وشاع ذلك بين علماء السنّة حتى عدّ من معتقداتهم» ثم ذكر بعض الأحاديث الواردة فيه من طريق جماعة من الصحابة وقال بعدها : «وقد روي عمّن ذكر من الصحاب وغير من ذكر منهم بروايات متعددة وعن التابعين من بعدهم مما يفيد مجموعه العلم القطعيّ فالإيمان بخروج المهديّ واجب كما هو مقرّر عند أهل العلم ومدوّن في عقائد أهل السنّة والجماعة».
وفي «المراصد» :
وما من الأشراط قد صحّ الخبر |
|
به عن النبي حق ينتظر |
وخبر المهدي أيضا وردا |
|
ذا كثرة في نقله فاعتضدا |
قال شارحه في «مبهج المقاصد» : «هذا أيضا مما تكاثرت الأخبار به وهو المهدي المبعوث في آخر الزمان ورد في أحاديث السخاوي أنها وصلت إلى حدّ التواتر] (١).
وأما ما ادّعاه رونلدسن فجوابنا عليه :
(١) إذا كانت فكرة المهدويّة نتيجة فشل الشيعة واضطهادهم ، فهل أن اعتقاد أكابر علماء العامة وروايته لأحاديث المهديّ حيث بلغت فوق الاربعمائة خبر بطرق متعددة كان نتيجة فشلهم واضطهاد الآخرين لهم؟ ومن أين علم رونلدسن ذلك؟
(٢) لقد قام الإجماع بين المسلمين وتصافقت عليه الأخبار المتواترة والتي بلغت المئات ، كلها دلت على أن خروج المهديّ عليهالسلام من المحتوم الذي لا يتخلّف وأنه عليهالسلام يصلّي عيسى بن مريم خلفه ويبسط العدل ويرفع الظلم ، وليس الشيعة وحدهم الذين رووا هذه الأخبار ، مضافا إلى أن تاريخ صدور هذه الأخبار
__________________
(١) إبراز الوهم المكنون ص ٤٣٣ ـ ٤٣٦.