كان قبل نشوء الدولة الأموية عام ٤١ ه ، وسقوطها عام ١٣٢ ه ، وعليه فما ادّعاه ذاك المستشرق الخبيث ما هو إلا افتراء على الشيعة الإمامية وإمامهم المغيّب عن دول الكافرين ، والمستتر عن أعين الظالمين.
الشبهة السابعة عشرة :
إنّ عدم التفات الإمام المهديّ عليهالسلام إلى أنصاره بعدم رفع الظلم عنهم دليل عدم وجوده وذلك لأن الإمام المهدي لو كان موجودا لرفع الظلم المتوجه إلى شيعته وأنصاره ، لكونه شخصا ـ على فرض صحة ما يقول الشيعة ـ يشعر بالمسئولية والعطف تجاه أصحابه تماما كما كان أجداده ، فهو لا محالة رافع للظلم عنهم أو مشاركتهم في العمل ضده ، مع أنه لم يعمل ذلك ، بالرغم من أن المظالم في التاريخ كثيرة وشديدة ، إذن فهو غير موجود. وقد تبنى هذه الشبهة رونلدسن أيضا في كتابه حيث قال :
«وفي القرن التالي لغيبة الإمام استلم البويهيون زمام السلطة الزمنية ، فبذلوا جهودا كبيرة لتوحيد الطائفة الشيعية وتقويتها ، كبناء مشاهدها وجمع أحاديثها وتشجيع علمائها ومجتهديها ، ومع ذلك فلم يظهر الإمام المنتظر في هذا القرن الذي كانت الطائفة الشيعية تتمتع فيه بحسن الحال ومر قرن آخر دالت فيه دولة حماة الشيعة من البويهيين ، ولكنّ الإمام بقي في غيبته الكبرى ، ومرّ قرن ثالث يمتاز بالظلم والثورات وتحكم المماليك ، ولكنّ الإمام الذي كانوا يرتجون ظهوره لم يظهر ، وجاء دور الحروب الصليبية التي اشترك فيها (آل البيت) دون أن يكون لهم إمام ، فمن الجانب الإسلامي كانت السلطة لإعلان الجهاد تنحصر بيد بني العبّاس والفاطميين المارقين في مقاومة الجيوش الغازية للشعوب المسيحية بالاسم في أوروبا ، ولكن الإمام أخّر ظهوره ، وبعد مرور أربعة قرون على وفاة آخر الوكلاء في القرن الثالث عشر اجتاح الغزاة المغول بلاد إيران يقتلون ويهدمون بقساوة لا مثيل لها ، وبالرغم من التخريب والآلام فإن «صاحب الزمان» المنتظر بفارغ الصبر لم يظهر ، وحتى في ابتداء القرن السادس على زمن شيوخ آذربيجان