قال الملك : فكيف يعتمد على قرآن محرّف؟
قال العلوي : اعلم أيّها الملك إنّا لا نقول بهذا الشيء وإنما هذه مقالة أهل السنّة ، وعلى هذا فالقرآن عندنا معتمد عليه لكنّ القرآن عند السنّة لا يمكن الاعتماد عليه!
قال العبّاسي :
وقد وردت بعض الأحاديث في كتبكم وعن علمائكم (١)؟
قال العلوي :
تلك الأحاديث أولا : قليلة ، وثانيا : هي موضوعة ومزوّرة وضعها أعداء الشيعة لتشويه سمعة الشيعة ، وثالثا : رواتها وأسنادها غير صحيحة ، وما نقل عن بعض العلماء ، فلا يعتمد على كلامهم ، وإنما علماؤنا الذين نعتمد عليهم لا يقولون بالتحريف ، ولا يذكرون كما تذكرون أنتم حيث تقولون إن الله أنزل آيات في مدح الأصنام ، وحاشاه ذلك : «تلك الغرانيق العلى منها الشفاعة ترتجى».
قال الملك : دعوا هذا الكلام وتكلّموا في غيره.
قال العلوي : والسنّة ينسبون إلى الله تعالى ما لا يليق بجلال شأنه.
قال العبّاسي : مثل ما ذا؟
____________________________________
(١) قد عرفت ـ أخي القارئ ـ بما سبق من بحوث أن القول بعدم التحريف هو المتسالم عليه عند الشيعة الإمامية ، والقائل بالنقص قليل لا يعبّر عن رأي طائفة بأسرها.