من عمره ما يقارب الألف ، وكذلك لقمان صاحب اليد ، وكل هذه لبيان اتساع القدرة الربانية في تعمير بعض خلقه فأي مانع يمنع من امتداد عمر الصالح الخلف الناصح إلى أن يظهر فيعمل ما حكم الله له به».
ثم قال مادحا عترة المصطفى بقوله : «وحيث وصل الكلام إلى هذا المقام وانتهى جريان القلم بما خطه من هذه الأقسام .. فلنختمه بالحمد لله ربّ العالمين فإنها كلمة مباركة جعلها الله آخر دعوى أهل جنانه ، وخصّ بها من اجتباه من خليقته فكساه ملابس مرضاته ، فهذا آخر ما حرّره القلم من مناقبهم السنية وسطّره من صفاتهم الزكية ونثره من مزاياهم العلمية وذلك وإن كثر قليل في جنب شرفهم الشامخ ويسير فيما أتاهم من فضله الراسخ ، وأنا أرجو من كرم الله أن يشملني ببركتهم ويدخلني في زمرتهم ويجعل هذا المؤلف مسطورا في صحيفة حسناتي المعدودة من حسنتهم ، فقد بذلت جهدي في جمع مزاياهم بذل المجدّ الطالب ولم آل جهدا في تأليفها وجمعها قضاء لحقهم اللازب اللازم ، ولسان الحال يقرع باب الأسماع لإسماع الشاهد والغائب وسأقول :
رويدك إن أحببت نيل المطالب |
|
فلا تعد عن ترتيل أي المناقب |
مناقب آل المصطفى المهتدى بهم |
|
إلى نعم التقوى ورغبى الرغائب |
مناقب آل المصطفى قدوة الورى |
|
بهم يبتغى مطلوبه كل طالب |
مناقب تجلى سافرات وجوهها |
|
ويجلو سناها مدلهم الغياهب |
عليك بها سرا وجهرا فإنها |
|
تحلك عند الله أعلى المراتب |
وخذ عند ما يتلو لسانك أيها |
|
بدعوة قلب حاضر غير غائب |
لمن قام في تأليفها واعتنى به |
|
لتقضى من مفروضها كل واجب |
عسى دعوة يزكو بها حسناته |
|
فيحظى من الحسنى بأسنى المواهب |
فمن سئل الله الكريم أجابه |
|
وجاوره الإقبال من كل جانب |
انتهى» (١).
__________________
(١) مطالب السئول في مناقب آل الرسول / النصيبي الشافعي ج ١ / الباب ١٢ في أبي القاسم.