وبيانه أن الشبهة ليس لها صفة ، ولا وجه يكون مناطا للملازمة عند النظر. ولهذا فإنه على تقدير ظهور الغلط في كنه وجه الدّلالة لا ينفى الدّلالة ، ولو كانت الدّلالة لوصف ذاتى في الشبهة ، لما انتفت الدلالة ، ولكان إحاطة المعصومين عن الخطأ ـ كالأنبياء عليهمالسلام ـ بها عند النظر فيها ، أولى.
وحيث لم يحصل لهم الجهل بالنظر في الشبهة : دلّ على عدم وجه الدلالة فيها ؛ بل (١) ولكان البارى ـ تعالى ـ عالما (١) بها ، وما دلت عليه من الجهل حاصلا له ؛ فيكون جاهلا ، تعالى الله عن ذلك.
والّذي يدل على ذلك أيضا : هو أنّ الشّبهة الواحدة ، قد يختلف اعتقاد الناظرين / فيها بالجهل ، والظّن ، والشّك. ولو كانت جهة الدلالة لوجه ذاتى في الشبهة ؛ لما وقع الاختلاف ، كما في الدّليل.
__________________
(١) في ب (ولكان البارى).