قلنا : لما بيناه من لزوم التسلسل (١) ، ولما سنبينه من امتناع قيام الحوادث بذاته تعالى (٢).
وما ذكروه في الوجه العاشر ؛ فقد سبق جوابه (٣).
قولهم : سلمنا أنه قديم ؛ ولكن لا نسلم أنه واحد.
قلنا : دليل وحدته ما ذكرناه في وحدة القدرة ، والإرادة. وما ذكروه في إحالته في الوجه السابع ؛ فقد سبق جوابه (٤).
قولهم : سلمنا أنه واحد ؛ ولكن لا نسلم صحة تعلقه بمعلومين فصاعدا.
قلنا : دليل صحة ذلك ما سبق في قاعدة العلم (٥). من أن العلم الواحد لا يمتنع أن يتعلق بمعلومين. كيف وأن الدليل الدال على كون علمه متعلقا ببعض الأشياء ؛ إنما هو حدوثه مقدورا مرادا له. وسنبين استناد جميع الحوادث إلى قدرته [وإرادته (٦)] واختياره ؛ فيجب أن يكون علمه متعلقا بجميعها.
وما ذكروه في قاعدة العلم / فقد سبق جوابه ثم أيضا (٧).
قولهم : العلم بأحد المعلومين مغاير للعلم بالمعلوم الآخر.
لا نسلم ذلك ؛ بل العلم في نفسه واحد ، والمتغاير إنما هو التعلق والمتعلق ، ولا يمتنع أن يكون الشيء مع وحدته متكثر التعلق والمتعلق ، كما نقول : وحدة الشمس ، وتكثر تعلقها. وما تتعلق به مما تشرق عليه ، ويستضيء بها ، وكذلك (٨) الوحدة (٨) التى هى مبدأ العدد [فإنها (٩)] واحدة ، وإن تعددت نسبتها بتعدد ما لها نسبة إليه : من كونها نصف الاثنين ، وثلث الثلاثة ، وربع الأربعة ، وهلم جرا إلى غير النهاية.
وعلى هذا : فقد خرج الجواب (١٠) عما ذكروه من التشكيكات.
__________________
(١) انظر ل ٤١ / ب وما بعدها.
(٢) انظر ل ١٤٥ / ب وما بعدها.
(٣) انظر ل ٨١ / أ.
(٤) انظر ل ٨٠ / ب وما بعدها.
(٥) انظر ل ١٠ / أ.
(٦) ساقط من أ.
(٧) انظر ل ١٠ / أ.
(٨) فى ب (وكالوحدة).
(٩) ساقط من أ.
(١٠) ساقط من ب.