وذهبت الإمامية (١) ، والخوارج ، والحشوية أيضا : الى أن كلام الرب ـ تعالى ـ مركب من الحروف ، والأصوات.
ثم اختلف هؤلاء :
فذهبت الحشوية (٢) : إلى أنه قديم أزلى ، قائم / بذات الرب ـ تعالى ـ لكن منهم : من زعم أنه من جنس كلام البشر. ومنهم من قال : ليس من جنس كلام البشر ؛ بل الحرف حرفان ، والصوت صوتان قديم ، وحادث ، والقديم منهما ليس من جنس الحادث.
وأما الكرامية (٣) : فقالوا : إن الكلام قد يطلق على القدرة على التكلم. وقد يطلق على الأقوال ، والعبارات. وعلى كلا الاعتبارين (٤) ؛ فهو قائم بذات الرب ـ تعالى ـ لكن إن كان بالاعتبار الأول : فهو قديم متحد ، لا كثرة فيه. وإن كان بالاعتبار الثانى ؛ فهو حادث متكثر.
وأما الواقفية (٥) : فقد أجمعوا على أن كلام الله ـ تعالى ـ كائن بعد ما لم يكن ؛ لكن منهم من توقف في إطلاق اسم المخلوق ، وأطلق اسم الحادث عليه.
ومن القائلين بالحدوث : من قال : ليس هو جوهرا ، ولا عرضا. وذهب بعض المعترفين بالصانع ـ تعالى : إلى أنه لا يوصف بكونه متكلما ، لا بكلام ولا بغير كلام.
__________________
(١) الإمامية : هم القائلون بإمامة على رضى الله عنه بعد النبي صلىاللهعليهوسلم نصا ظاهرا ، وتعيينا صادقا (الملل ص ١٦٢) وهم أربع وعشرون فرقة (مقالات الإسلاميين ١ / ٨٨) ، وأرجعهم البغدادى إلى خمس عشرة فرقة (الفرق بين الفرق ص ٥٣). ولمزيد من البحث والدراسة عن الإمامية راجع ما سيأتى في الجزء الثانى ـ القاعدة السابعة ل ٢٤٧ / أوما بعدها.
(٢) عن رأى الحشوية انظر الملل والنحل ١ / ١٠٦ وما بعدها.
ولمزيد من البحث والدراسة عن الحشوية راجع ما سيأتى في الجزء الثانى القاعدة السابعة ل ٢٥٦ / ب وما بعدها فقد تحدث الآمدي عن الحشوية وآرائهم بالتفصيل.
(٣) انظر الملل والنحل ١ / ١٠٩ ، ١١٠.
(٤) فى ب (التقديرين).
(٥) الواقفية (الممطورة) سموا بذلك لأنهم وقفوا على (موسى بن جعفر) ولم يجاوزوه إلى غيره ، ويقولون إنه لم يمت ؛ بل هو غائب. وإنما سموا بذلك لقول البعض فيهم : والله ما أنتم إلا كلاب ممطورة. يعنى أنهم كالكلاب المبتلة ؛ من ركاكة مقالتهم (اعتقادات فرق المسلمين ص ٥٤ والملل ١ / ١٦٧).