وقفية الكتاب على المدرسة المحمودية نصها
«وقف ، وحبس ، وسبل ، المقر (١) الأشرف العالى الجمالى ، محمود أستاذدار (٢) العالية المالكى ، الظاهرى أعز الله ـ تعالى ـ أنصاره ، وختم بالصالحات أعماله جميع هذا المجلد ، والمجلد الّذي بعده كلاهما (أبكار الأفكار) للآمدى في أصول الدين ، وقفا شرعيا ، على طلبة العلم الشريف ، ينتفعون به على الوجه الشّرعى ، وجعل مقر ذلك بالخزانة السعيدة ، المرصدة لذلك بمدرسته التى أنشأها بخط الموازين ، بالشارع الأعظم بالقاهرة المحروسة ، وشرط المواقف المشار إليه أن لا يخرج ذلك ، ولا شيء منه من المدرسة المذكورة برهن ، ولا بغيره ، وجعل النظر في ذلك لنفسه أيام حياته ، ثم من بعده لمن يؤول إليه النظر على المدرسة المذكورة ، على ما شرح في وقفها ، وجعل لنفسه أن يزيد في شرط ذلك ، وينقص ما يراه دون غيره من النظار ، كما جعل ذلك لنفسه في وقف المدرسة المذكورة (فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَ ما سَمِعَهُ فَإِنَّما إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) بتاريخ خامس عشر من شعبان سنة سبع وتسعين وسبع مائة.
شهد بذلك |
شهد بذلك |
عبد الله بن علاء الدين محمود |
عمر عبد الرحمن البرماوى (٣) |
ثم وقفية السلطان الغازى محمود للكتاب ونصها
«قد وقف هذه النسخة الجليلة سلطاننا الأعظم ، والخاقان (٤) المعظم ، مالك البرين ، والبحرين ، خادم الحرمين الشريفين : السلطان بن السلطان. السلطان الغازى محمود خان،
__________________
(١) (المقر) أصله في اللغة موضع الاستقرار. وقد استعير للإشارة إلى صاحب المكان تعظيما له عن التفوه باسمه.
وقد صار من الألقاب الأصول في عصر المماليك ، وكان يلى في المرتبة تنازليا لقب المقام ، الخاص بالسلطان.
(انظر الألقاب الإسلامية ص ٤٨٩ ـ ٤٩٤ للدكتور حسن الباشا. نشر مكتبة النهضة المصرية سنة ١٩٥٧ م).
(الأشرف) أفعل تفضيل من (شريف) بمعنى عال. وهو من الألقاب التوابع المتفرعة على الألقاب الأصول (المصدر السابق ١٦٠ ـ ١٦٢).
(العالى) من الألقاب الفروع في عصر المماليك (المصدر السابق ٣٩٠ ـ ٣٩٢).
(الجمالى) لأنه كان يلقب بجمال الدين (المصدر السابق ٢٣٩ ـ ٢٤١).
(٢) (أستاذ دار) هو الّذي تولى شئون مسكن السلطان ، وله الإشراف على ميزانيتها ، والعاملين فيها ، وفي عصر سلاطين المماليك أصبح الاستادار من كبار موظفى الدولة ، وأصبحت وظيفته من وظائف أرباب السيوف. (انظر صبح الأعشى للقلقشندى ٤ / ٢٠ ، ٥ / ٤٥٧. طبع القاهرة ١٩١٩ م).
(٣) انظر صورة صفحة العنوان فيما يلى ص ٥٣.
(٤) (الخاقان) تعريب لقب (قاغان) التركى. ويطلق على رؤساء الترك من المسلمين (انظر الألقاب الإسلامية في التاريخ والوثائق والآثار ص ٢٧١ ـ ٢٧٣ د. حسن الباشا ـ مكتبة النهضة المصرية بالقاهرة سنة ١٩٥٧ م.