وهى نسخة بالغة الأهمية ، بل أهم النسخ على الإطلاق ؛ فقد نقلت من نسخة المؤلف ، وأرجح أنه قد بدئ في نسخها في حياته ، أو بعد وفاته بقليل ، وقد نسخت لابن جماعة ؛ وهو أحد تلاميذ الآمدي ، وتوارثها أبناؤه ، وأحفاده من بعده ، وكانوا جميعا من العلماء كما سيأتى ، كما وثقها اثنان من أئمة الأشاعرة ، وهما خليل بن كيكلدى العلائى ، وعبد الوهاب السبكى ، وقد كانا من تلاميذ بدر الدين بن جماعة الابن ؛ وهو أحد أئمة الأشاعرة في عصره.
وقد روجعت هذه النسخة بعناية بالغة ، ولا تخلو صحيفة من صفحاتها من تصويبات بالحذف ، أو الإضافة ، أو التغيير ، وقد ورد في آخر صفحات الجزء الأول ما يلى : «تم النصف الأول من أبكار الأفكار في أصول الدين للإمام العلامة سيف الدين الآمدي رحمهالله ـ تعالى ـ وهو من الأصل الّذي بخط مصنفه ـ رحمهالله ـ أربعون كراسا ونصف كراس ، ويتلوه في النصف الثانى إن شاء الله ـ تعالى ـ الأصل الأول في الجواهر وأحكامها ويشتمل على ثلاثة أنواع.
الحمد لله رب العالمين وصلواته على سيّد المرسلين وخاتم النّبيين محمد وعلى آل محمد ، وأزواجه ، وذريّته ، وسائر النّبيين ، والمرسلين ، والملائكة أجمعين من سكان السماوات ، والأرضين ، والصّحابة ، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين ، وسلامه عليهم أجمعين ، وحسبنا الله ونعم الوكيل ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم» (١).
كما ورد في هامش الصفحة الأخيرة هذه العبارة : «بلغ مقابلة ولله الحمد والمنة» (٢).
وهذه العبارة تدل على أن هذه النسخة قد روجعت ، وقوبلت بعناية بالغة على نسخة المصنف بعد نسخها ، كما أن الخط الّذي كتبت به هذه العبارة ، وكذا التصويبات التى وردت في كل الصفحات ؛ يخالف خط الناسخ ، مما يدل على أن ابن جماعة قد راجعها بنفسه.
كما ورد في الصفحة الأولى (صفحة العنوان) ـ فى كلا الجزءين ـ
__________________
(١) انظر أبكار الأفكار ١ / ل ٣٠١ / أ.
(٢) المصدر السابق.