والعبارة الثّانية ، والثالثة فغير مرضية على رأى أصحابنا ؛ لإشعارهما بوجود العلم ووجوبه بالنّظر ؛ وليس كذلك على ما سيأتى في النّظر (١).
والعبارة الرّابعة : فغير مطّردة على رأى من يرى من أصحابنا أنّ العلم الحاصل بالنّظر غير مقدور للعبد.
وأما العبارة الخامسة : فهى عبارة القاضى أبى بكر. وهى موافقة لأصول أهل الحقّ من أصحابنا ، وإن كان فيها نوع غموض بسبب غموض معنى التضمّن.
وكشفه أن يقال : معنى تضمّن النّظر الصّحيح للعلم : أنهما بحال لو قدّرنا انتفاء الآفات ، وأضداد العلم ؛ لا ينفكّ أحدهما عن الآخر (٢) من غير إيجاب ولا تولّد : كالعرض مع الجوهر ، وتذكّر النظر وإن لم يكن هو نفس النّظر ؛ فالعلم الحاصل عنده لا يخرج عن أن يكون النّظر متضمّنا له ؛ فعبارة القاضى تكون مطّردة في هذه الصّورة أيضا.
__________________
(١) انظر ل ١٨ / ب.
(٢) فى ب (آخر عن آخر).