الاهتمام به وتحقيقه ونشره كاملا غير منقوص ، مع دراسة عن المؤلف الذي يكاد يكون مجهولا ما عدا اسمه.
٣ ـ فيما عدا هذين الاسمين السالفين لا يوجد للمطرفية أي مؤلف عدا نتف من الأراجيز الشعرية وبعض القصائد التي تناثرت في بطون الكتب (١) وقد تباكى الكثيرون على تراث المطرفية الضائع الذي أبيد بزعمهم على يد الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة ، وأخص بالذكر من هؤلاء السيد العلامة الأديب المؤرخ أحمد بن محمد الشامي ، الذي قال في كتابه (تأريخ اليمن الفكري) ٣ / ٩٤ : (وبالرغم من أن كتب المطرفية قد حوربت وأبيدت إلا أن فقرات منها قد تناقلها المصنفون ، وقد حاولت تتبعها والتنقيب عنها في مكانها من المخطوطات) ، وقال بعد أسئلة كثيرة عن مطرف : (هذه أسئلة كثيرة لو ذهبت تفتش عن أجوبة لها في كتب التأريخ والملل والنحل ومعاجم التراجم المعروفة لما ظفرت بشيء ذي بال ؛ إذ قد حورب وحوربت طائفته وأبيدت وأحرقت كتبهم ، أو الجم الكثير منها).
أقول : دعوى الإبادة للمؤلفات تحتاج إلى برهان ، فمسلّم ترجم للكثيرين من علمائهم ، ولم يذكر لأحد منهم مؤلفا إلا لأفراد معدودين.
أقول هذا من خلال التراجم التي نقلها عنه مؤلفوا الطبقات ، مثل : السيد يحيى بن الحسين وابن أبي الرجال وإبراهيم بن القاسم وغيرهم ، ومن اطلعوا على طبقات مسلم أو الموجود منها لم يجدوا ذكرا لمؤلفات ، ونفس دعوى الإبادة لو صدقت فقد شملت كتب خصومهم التي لم يعثر على الكثير منها مخطوطا اليوم.
__________________
(١) ومنها نونية أبي السعود بن محمد العنسي المتوفى سنة ٤٨٢ ه ، وهي في رد المطرفية على المخترعة ، وأرجوزة أبي السعود الخولاني وأمثالها.