الحسن عليهمالسلام أمر شيبة بن عقال يتقدم إلى المواسم لسب أهل البيت عليهمالسلام فارتقى المنبر وقال : إن علي بن أبي طالب شق عصا المسلمين ، وخالف أمر رب العالمين ، وطلب أمرا ليس له ، فحرم أمنيته ، ومات بغصته ، وهؤلاء أبناؤه يقتلون ، وبالدماء يخضبون. قال فقام رجل من أوساط الناس فقال : نحمد الله بما هو أهله ، ونسأله الصلاة على محمد وأهله [أما ما قلت من خير فنحن أهله] (١) ، [و] أما ما قلت من شر ، فأنت به أولى ، وصاحبك أحرى ، يا من ركب غير راحلته ، وأكل غير زاده ، ارجع مأزورا غير مأجور ، ثم التفت إلى الناس فقال : ألا أنبئكم بأبين من ذلك خسرانا ، وأخف ميزانا ، من باع آخرته بدنيا غيره وهو (٢) هذا. ثم قعد. قال الراوي : فسألنا عنه فقيل : هو جعفر بن محمد عليهماالسلام.
فقد صح لنا كفر أكثر هذه الأمة لو لم يكن لهم جرم إلا شتم العترة ، وهذه أمية أقامت السب لعلي (٣) عليهالسلام وأهل بيته ـ سلام الله عليهم ـ على فروق المنابر ثمانين سنة ، ما ترك إلا في أيام عمر بن عبد العزيز وأيام يزيد المسمى بالناقص وهي تسعة شهور ، وأيام معاوية بن يزيد وهي أربعون يوما ، والكل من أهل الدنيا إلا القليل شاتم أو مصوب للشاتم ، فقد عمهم حكم الشاتم وهو الكفر ؛ لأنا روينا عن علي عليهالسلام أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال له : «من سبك فقد سبني ، ومن سبني فقد سب الله ، ومن سب الله تعالى أدخله النار» (٤) ولا خلاف بين المسلمين أن سب الله
__________________
(١) سقط من (أ).
(٢) في (أ) : فهو
(٣) في (أ) : أقامت لسب علي.
(٤) الحديث أخرجه الإمام المرشد بالله في (الأمالي الخميسية) ١ / ١٣٦ بلفظ : «من سب عليا فقد سبني ، ومن سبني فقد سب الله ، ومن سب الله كبه الله على وجهه في النار».
وأخرجه ابن المغازلي الشافعي في (مناقب أمير المؤمنين) برقم (٤٤٧) ص ٢٤٤ طبعة ، منشورات دار مكتبة الحياة ، من حديث طويل عن عبد الله بن عباس بلفظ : «يا علي ، من سبك فقد سبني ، ومن سبني فقد سب الله ، ومن سب الله عزوجل كبه الله على منخره في النار». وأخرجه محمد بن سليمان الكوفي برقم (١١٠١) من حديث طويل ، عن ابن عباس. قال المحمودي في تخريجه : وللحديث أسانيد كثيرة جدا (أوردها في صفحتين). انظر كتاب (مناقب أمير المؤمنين) ٢ / ٥٩٨ ـ ٦٠٠ ، وسيأتي تخريجه عن ابن عباس في رسائل الإمام القادمة.