أنه قال : «مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك» (١) فكما أن أمة نوح كلها هلكت إلا من ركب السفينة ـ كذلك هذه الأمة ـ إلا من تمسك بالعترة وإلا بطل التمثيل النبوي ، المأخوذ عن الملك العلي ، وميز (حديث الكساء) من المقصود بذلك من قرابته ، من الرجال والنساء ، رويناه بأسانيد كثيرة إلى رجال ونساء من الصحابة عدة ، يختلف بعض الألفاظ ويتفق الكل على المعنى أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم دعا بعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهماالسلام ولفهم تحت الكساء وقال : «اللهم هؤلاء عترتي أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا» (٢).
__________________
(١) الحديث أخرجه الإمام الهادي في (الأحكام) ٢ / ٥٥٥ بلاغا ، وأخرجه الإمام أبو طالب في أماليه ١٠٥ ، والإمام المرشد بالله في (الأمالي الخميسية) ١ / ١٥١ ، ١٥٤ ، والإمام علي بن موسى الرضا في الصحيفة المطبوعة مع المجموع ٤٦٤ ، وابن المغازلي الشافعي في المناقب ١٣٣ ، والحموئي في فرائد (السمطين) ٢ / ٢٤٦ برقم ٥١٩ ، والطبراني في الكبير ٣ / ٤٥ ، والحاكم في (المستدرك) ٣ / ١٥١ ، ٢ / ٣٤٣ ، وأبو نعيم في (الحلية) ٤ / ٣٠٦ ، والطبراني في (الكبير) ١٢ / ٣٤ ، و (الصغير) ٢ / ٨٥ ، والطبري في (ذخائر العقبى) ص ٢٠ ، وقال : أخرجه الملا ، عن ابن عباس. قلت : وهو في هذه المصادر عن أبي ذر الغفاري ، وابن عباس ، وأبي سعيد الخدري ، وأنس بن مالك ، وانظر (الفلك الدوار) ص ١٠ وحاشية المحقق.
(٢) حديث الكساء : حديث شهير وذكر المصادر التي خرجته لا يسعه المقام. انظر كتب التفاسير في تفسير آية التطهير ، وانظر (شواهد التنزيل) ج ٢ / ص ١٠ وما بعدها ، وانظر تخريجات المحمودي لهذا الحديث فيه ، وفي (مناقب الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب) لمحمد بن سليمان الكوفي ، وفي ترجمة الإمام علي من تأريخ ابن عساكر ، وكلها من تحقيق المحمودي.
انظر (مناقب أمير المؤمنين) بأرقام ٩٢ ، ٦١٧ ، ٦٣٥ ، ورواه الطبراني في (المعجم الكبير) تحت الرقم (٨٢٩٥) ج ٩ طبعة بغداد ، ورواه الترمذي في الحديث (٣٢٥٨ ، ٣٨٧٥) من سننه ، وابن جرير في تفسيره ٢٢ / ٨ ، والحسكاني في (شواهد التنزيل) ٢ / من ٥٥ إلى ٧٩ طبعة أولى ، كما أخرجه محمد بن سليمان الكوفي في (مناقب أمير المؤمنين) برقم (٦١٧) عن عائشة ، والحاكم الحسكاني ٢ / ٣٧ ، والحمويّ في (فرائد السمطين) ١ / ٣٦٧ طبعة بيروت ، وابن عساكر برقم (٦٥٠) ترجمة أمير المؤمنين من تأريخ دمشق ٢ / ١٦٣ ، وهو في المناقب لمحمد سليمان الكوفي برقم (٦٣٥) عن الإمام جعفر الصادق ، وله شواهد أخرى في تخصيص آية التطهير كثيرة.