أحدهما : أن تركهم للنظر فيها يكون معصية.
والثاني : أنهم كانوا أعلم بمقاصد الكلام ومعانيه من أهل هذا الزمان ، فكيف يصح بأن يقال : إنهم لم يعرفوا كونها أدلة ، فمع هذه الأمور كيف تجوز الترضية عنهم ، بل لو قال بلعنهم وسبهم والبراءة منهم لكان أسعد حالا ممن رضي عنهم ؛ لأنهم طردوا بنت نبيهم عن مالها ، وأخرجوها من بيتها وأرادوا تحريق بيتها وقتل بعلها ، وكان تقدمهم أول خلاف جرى في الإسلام وهو سبب قتل أهل البيت عليهمالسلام وطردهم وأخذ حقهم إلى الآن.
وبعد ، فقد ثبت أن من امتنع من إجابة داعي أهل البيت كبه الله على منخريه في النار ، فمن قاتله فهو أكثر ذنبا وأعظم جرما ، وقد علمنا أن عليا عليهالسلام لو أراد أخذ الأمر دونه لحاربوه على ذلك.
وأيضا فإنهم أمروا بمودة أهل البيت فلم يفعلوا ذلك لما ظهر من رفضهم لهم ، وقلة احتفالهم بهم وهو يقتضي زوال المودة ، بل ربما دل على البغض رفضهم لعلي عليهالسلام وأخذهم الأمر دونه ، والاستئثار عليه بحقه ، وأحداث عثمان كثيرة جمة ، وتفصيل ما جرى منهم يتعذر إحصاؤه في هذا الموضع ولكن الإشارة إلى جمله يكفي.
الجواب عن ذلك : إن الصحابة عندنا أفضل بعد الأئمة عليهمالسلام قبل إحداثهم ، وبعد الإحداث لنا أئمة نرجع إليهم في أمور ديننا ، ونقدم حيث أقدموا ونحجم حيث أحجموا ، وهم علي وولداه عليهمالسلام والحادث عليهم وغضبنا فيهم ، ولم نعلم من أحد منهم سب أحدا من الصحابة ولا لعنه ولا شتمه لا في مدة حياتهم ولا بعد وفاتهم.