عادلا غيرهم من الناس طرا |
|
بهم لا همام لي لا همام |
ومثل ذلك قول الفرزدق (١) :
مقدم بعد ذكر الله ذكرهم |
|
في كل شيء ومختوم به الكلم |
إن عدّ أهل التقى كانوا أئمتهم |
|
أو قيل من خير خلق الله قيل : هم |
من معشر حبهم دين وبغضهم |
|
كفر وقربهم ملجأ ومعتصم |
وأصدق من ذلك كله قوله تعالى : (أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ) [يونس : ٣٥] ، وقد علم الكافة أن عليا عليهالسلام كان المفزع ، وعليه معول الصحابة رضي الله عنهم عمر فمن دونه في الحوادث حتى قال : لا أبقاني الله لمعضلات لا أرى فيها علي بن أبي طالب ، وإنما أراد أن يقطع شغب العامة ، ونورد ما لا يخالف فيه الكافة ولو استقصينا ذلك لطال شرحه ، وإنما نذكر من الجملة زبدة ذلك جملة ليطلبه الراغب فيه ، ونذكر من الجملة زبدة (لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ) [ق : ٣٧] ، وفصول ما تناوله هذه الكتب (٢) مما يختص بالعترة الطاهرة خمسة وأربعون فصلا يشتمل على تسعمائة
__________________
(١) الفرزدق : هو همام بن غالب بن صعصعة التميمي الدارمي ، أبو فراس المعروف بالفرزدق ، شاعر من أهل البصرة ، عظيم الأثر في اللغة والأخبار ، شريف في قومه ، عزيز الجانب ، لا ينشد بين يدي الخلفاء والأمراء إلا قاعدا ، أراد سليمان بن عبد الملك أن يقيمه فثارت طائفة من تميم فأذن له بالجلوس ، وهو صاحب الأخبار مع الأحول ، وجرير ، وتوفي في البصرة وقد قارب المائة ، وقيل : المائة والثلاثين سنة (١١٠ ه). وقيل : سنة (١١١ ه) ، وقيل : سنة (١١٢ ه) ، وقيل : سنة (١١٤ ه).
ومن آثاره : (ديوان شعر) مطبوع ، و (نقائض جرير والفرزدق) مطبوع في ثلاثة مجلدات ، وهو صاحب القصيدة الشهيرة في زين العابدين ، وفي أخباره كتب لخليل مردم ، وحنا نمر ، وفؤاد البستاني.
المصادر : انظر (معجم رجال الاعتبار وسلوة العارفين) ترجمة رقم (٩٠٨).
(٢) المؤلف يذكر هنا تعداد فصول كتاب (عمدة عيون صحاح الأخبار) لمؤلفه يحيى بن الحسن الأسدي الحلي ، المعروف بابن البطريق. ونفس الإحصاء في مقدمة هذا الكتاب.