وفيه مثله ، بإسناده رفعه إلى جابر بن عبد الله ، بزيادة في أوله : إن الناس لما نزلوا بغدير خم تنحوا عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فأمر عليا فجمعهم ، فلما اجتمعوا قام فيهم وهو متوسد يد علي عليهالسلام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : «أيها الناس ، إني قد كرهت تخلفكم عني حتى خيل إلي أنه ليس شجرة أبغض إليكم من شجرة تليني ثم قال : لكن علي بن أبي طالب أنزله الله مني بمنزلتي منه فرضي الله عنه كما أنا عنه راض ، وإنه لا يختار على فرقي ومحبتي شيئا» ، ثم رفع يده وذكر الخبر ، قال : فابتدر الناس إلى رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم يبكون ويتضرعون ، ويقولون : يا رسول الله ، ما جنبنا عنك إلا كراهة أن نثقل عليك ، فنعوذ بالله من سخط رسول الله ، فرضي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عنهم (١).
ومثله إلى اثني عشر رجلا من أصحاب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ثم سرد الخبر (٢) ، ورفع الحديث بإسناده مفرعا إلى مائة من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم منهم العشرة ، ومتن الحديث فيها ومعناه واحد ، وفيها زيادات نافعة في أول الحديث وآخره ، وسلك فيه اثنتي عشرة طريقا بعضها يؤدي إلى غير ما أدى إليه صاحبه من أسماء الرجال المتصلين بالنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم (٣).
وقد ذكر محمد بن جرير الطبري صاحب التأريخ خبر يوم الغدير وطرقه من خمسة وسبعين طريقا ، وأفرد له كتابا سماه (كتاب الولاية).
وذكر أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة خبر يوم الغدير ، وأفرد له
__________________
(١) أخرجه ابن البطريق في كتابه (عمدة عيون صحاح الأخبار في مناقب إمام الأبرار) الفصل الرابع عشر في حديث الغدير ص ١٠٧ برقم (١٤٣) ، وعزاه محققه إلى مناقب ابن المغازلي ص ٢٥ ـ ٢٦.
(٢) أخرجه ابن البطريق في كتاب (العمدة) ص ١٠٧ ـ ١٠٨ ، وعزاه محققه إلى مناقب ابن المغازلي ص ٢٦.
(٣) انظر التخريج السابق ص ١٠٨ ، وعزاه المحقق إلى ابن المغازلي ص ٢٧ ، وانظر كتاب (العمدة) من ص ١٠٨ إلى ١١١ بأرقام ١٤٥ إلى ١٥٤. ومناقب ابن المغازلي التي رجع إليها محقق (العمدة) ص ١٩ ، ٢٠ ؛ ٢١ ، ٢٢ ، ٢٣ ، ٢٤ ، ٢٥.