إتيانها ، وكان هذا إشارة تؤيد ما قدمنا من الدلالة على أنه الإمام بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بلا فصل.
ومنه رفعه بإسناده عن النعمان بن بشير قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إنما مثل علي في هذه الأمة مثل قل هو الله أحد في القرآن» (١).
فتأمل هذا الخبر فهو مفيد جدا ؛ لأن قل هو الله أحد سورة الإخلاص فإذا الإخلاص بوده ، وفيه معنى التوحيد ولفظه وكانت الإمامة له وحده دون غيره ، وفيه معنى الإمامة من لغة العرب وهو ما ذكر في تفسير الصمد أنه السيد المصمود إليه ، وهو أولى من قول من قال : هو ما لا جوف له لو كان جسما لكان محدثا وهو تعالى قديم ، وقد قال الشاعر :
ألا بكر الناعي بخبر بني أسد |
|
بعمرو بن مسعود وبالسيد الصمد |
ومن كتاب (الفردوس) لابن شيرويه الديلمي ذكره في قافية الواو ، ورفعه بإسناده إلى أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) [الصافات : ٢٤] عن ولاية علي بن أبي طالب عليهالسلام (٢) ، نسأل الله تعالى الثبات في الأمر ، حتى إذا سئلنا قلنا : أنزلناه حيث أنزلته أنت ورسولك ، وقدمناه على الجميع كما قدمته ، وحيث شكر تقديمك فتقدم في المواضع التي زاغت فيها الأبصار ، وبلغت القلوب الحناجر ، وظن قوم بالله الظنون ، وابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا في بدر وخيبر وحنين ؛ فلو عدلنا به عن معنى الإمامة وتقدم الرئاسة فأجرنا والحال هذه لا تنطيا قول عنترة العبسي :
__________________
(١) أخرجه ابن البطريق في كتابه (العمدة) ص ٣٠٠ برقم (٥٠٣) ، وهو في مناقب ابن المغازلي ص ٦٩.
(٢) المصدر السابق ص ٣٠١ برقم (٥٠٤) قال محققه : وهو في غاية المرام ص ٢٥٩ ، نقلا عن كتاب (الفردوس) للديلمي.