يخل بمعناه ، ورفعه بإسناده إلى سلمة بن الأكوع وروى نحوا مما تقدم (١).
ومن (تفسير الثعلبي) في معنى قوله تعالى : (وَيَهْدِيَكُمْ صِراطاً مُسْتَقِيماً) [الفتح: ٢٠] ، قال : وذلك في فتح خيبر رفعه بإسناده قال : حصر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أهل خيبر حتى أصابتنا مخمصة شديدة ، ثم إن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أعطى اللواء عمر بن الخطاب ونهض من نهض معه من الناس ولقوا أهل خيبر فانكشف عمر وأصحابه ورجعوا إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم نحيبة أصحابه ونحيبتهم ، وكان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قد أخذته الشقيقة فلم يخرج إلى الناس ، فأخذ أبو بكر راية رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ثم نهض يقاتل ثم رجع ، فأخذها عمر فقاتل ثم رجع ، فأخبر بذلك رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : «أما والله لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يأخذها عنوة» وليس ثم علي ، فلما كان الغد تطاول لها أبو بكر وعمر ورجال من قريش رجاء كل واحد منهم أن يكون صاحب ذلك ، فأرسل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ابن الأكوع إلى علي فدعاه فجاءه على بعير له حتى أناخ بالقرب من رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم وهو أرمد ، وقد غطت عيناه بشقة برد قطري ، قال سلمة : فجئت به أقوده ـ ولفظ هذا الحديث يدل أن عمر قاده بعض المسافة وسلمة بعضها ـ قال : فأتيت به إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «ما لك؟ فقال : أرمد. قال : ادن مني» فدنا منه فتفل في عينيه فما يشتكي وجعهما بعد حتى مضى لسبيله ، ثم أعطاه الراية فنهض بالراية وعليه حلة أرجوان قد أخرج كميها فأتى مدينة خيبر فخرج مرحب وعليه مغفر مصفر وحجر قد نعته مثل البيضة وهو يرتجز ويقول :
قد علمت خيبر أني مرحب |
|
شاكي السلاح بطل مجرب |
__________________
(١) المصدر السابق ص ١٥٠ برقم (٢٢٩) ، وهو في صحيح مسلم ج ٧ ص ١٢٢.