ورسوله» ، وتلا الخبر بطوله (١).
وفيه بالإسناد المتقدم رفعه إلى سهل بن سعد عن أبيه وذكر الخبر (٢) ، فقد رأيت هذه الآثار وما فيها من الدلالة القوية ، والفضيلة العظيمة والقطع على المغيب ، وأن البائن منه علي عليهالسلام مثل الظاهر ، وأنه الآخذ صفوة الفوز العظيم ؛ لأنه تعالى ذكر في آخر آية البشرى : (فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بايَعْتُمْ بِهِ وَذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [التوبة : ١١١] ، فما بعد ذلك من ملتمس ، وقد نطق القرآن بلفظ المحبة ، فقال تعالى : (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ) [الصف : ٤] ، وكان أثبت البنيان قياما ، وأصدق الفرسان صداما ، ثم ذكر تعالى بصفة أخرى في قوم نكلوا عن الجهاد ، أو خيف منهم ذلك : (فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ) [المائدة : ٥٤] ، ثم كشف ذلك في تمام الآية بقوله تعالى : (يُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ) [المائدة : ٥٤] ، فإذا تقرر ذلك وقد علمنا أن أحدا لا يبلغ إلى منزلته في الجهاد ولا كاد ، ولو لم يكن قد ورد نص في تفضيله والثناء عليه من الله ورسوله مصرحا لاستدللنا على فضله وتقديمه على الجميع بتقدمه في الجهاد وعنايته في الدين ، وكيف وقد صرح رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم بمحبته لله وبمحبة الله له.
ومما يزدك بيانا وهداية إن شاء الله أن خصال الفضل والكمال إنما تكون بالقرابة من الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فخرت العرب على العجم برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وفخرت قريش
__________________
(١) المصدر السابق ص ١٥٦ ـ ١٥٧ برقم (٢٤٣). وذكره الترمذي في صحيحه ج ٥ ص ٦٣٨ ملخصا ، وجاء الحديث بطوله في مسند أحمد ج ٤ ص ٥٢.
(٢) المصدر السابق ص ١٥٧ ـ ١٥٨ برقم (٢٤٤). وذكره البخاري في صحيحه ج ٥ ص ١٣٤ ، عن سهل بن سعد ، في باب غزوة خيبر.