والحسن والحسين صلوات الله عليهم فقال : «أنا حرب لمن حاربتم ، وسلم لمن سالمتم» (١) فليت شعري هل علمت الأمة هذا الحديث فهو في نقلها أو لا؟ وإذ علمت هل علمت أن معاوية وولده حاربهم أم لا؟
وبإسناده إلى السدي عن أبي الديلم قال : لما جيء بعلي بن الحسين صلوات الله عليه أسيرا فأقيم على درج دمشق ، قام رجل من أهل الشام فقال : الحمد لله الذي قتلكم واستأصلكم وقطع قرن الفتنة ، فقال له علي بن الحسين عليهالسلام : أقرأت القرآن؟ قال : نعم. قال : قرأت آل حم؟ قال : نعم ، قال : قرأت القرآن ولم أقرأ آل حم. قال قرأت : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى)؟ قال : أأنتم هم؟ قال : نعم (٢).
وبإسناده إلى علي بن الحسين عن علي بن أبي طالب صلوات الله عليه وآله قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «حرمت الجنة على من ظلم أهل بيتي وآذاني في عترتي ، ومن صنع صنيعة إلى ولد عبد المطلب ولم يجازه عليها فأنا أجازيه غدا إذا لقيني يوم القيامة» (٣).
وقد ذكر في تفسير الآية أقوال منها ما قدمنا ، ومنها أنها في ولد عبد المطلب ، ومنها أنها في الجنس من ولد عبد مناف وبني هاشم وبني المطلب ، فكل واحد من هذه الأقوال لمن ذكرنا صفوه دون كدره ؛ لأنهم خلاصة الخلاصة ، وصفوة الصفوة بلا اختلاف في ذلك.
__________________
(١) المصدر السابق ص ٥١ برقم (٤٥) ، قال : وذكره السيوطي في تفسير الدر المنثور ج ٥ ص ١٩٩ باختلاف جزئي.
(٢) المصدر السابق ص ٥١ برقم (٤٦) قال : وهو في غاية المرام ص ٣٠٦.
(٣) المصدر السابق ص ٥٢ ، ٥٣ برقم (٤٩) ، قال محققه : وجدناه في تفسير الكشاف للزمخشري ج ٣ ص ٨١.