فقد سب الله تعالى» ، وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «حربك حربي وسلمك سلمي» فهل علمت أيها المسلم أن معاوية خال المسلمين الذي تهافتوا في حبه وجعلوا الخؤولة عاصمة من عذاب الله سبحانه ، ولم يجعلوا ولادة آزر لإبراهيم عليهالسلام عاصمة فنعوذ بالله من الشقاوة.
فهل علمت أن معاوية حارب عليّا عليهالسلام أو سبه أو لم تعلم بذلك؟ فإن علمت أنه سب عليّا أو حاربه فأفض على نفسك وعليه بما شئت من تصديق كلام الصادقصلىاللهعليهوآلهوسلم أو تكذيبه إن شئت أن تكتب في زمرة المكذبين ، نعوذ بالله منهم.
فأما دفع هذه الآثار فلم ندع لك إليه سبيلا ؛ لأنا روينا لك من الآثار التي أنزلت الأمة صحتها منزلة صحة كتاب الله سبحانه ، وجعلوها حجة لهم في أديانهم ، وسبيلا مذللا في معالم شرعهم ، فحللوا بها وحرموا ، ونقضوا وأبرموا ، ونعوذ بالله أن نكون من المؤمنين ببعض ومن الكافرين ببعض ، ونسأله التوفيق لما يحب ويرضى ، وأن يجعل لوجهه بعدنا وقربنا ، وبغضنا وحبنا ، وأن يحشرنا مع الصالحين.
فقد روينا عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال : «من أحب عمل قوم شرك معهم في عملهم ، ومن أحب قوما حشر معهم» (١) وما نقول إذا دعي كل أناس بإمامهم وجاءت الزيدية بأئمتها الذين يقضون بالحق وبه يعدلون من ذرية الصادق الأمين الذين غضبوا لله ، وباعوا نفوسهم من الله بيعا كرهوا فيه الإقالة والاستقالة ، وضربوا
__________________
(١) أورده في موسوعة أطراف الحديث النبوي بلفظ : «من أحب قوما حشر معهم» وعزاه إلى تفسير ابن كثير ٤ / ٤٢ ، وكشف الخفاء ٢ / ٣٠٨ ، وبلفظ : «من أحب قوما حشره الله في زمرتهم» وعزاه إلى الطبراني ٣ / ٣ ، ومجمع الزوائد ١٠ / ٢٨١ ، وكنز العمال برقم ٢٤٦٧٨ ، وكشف الخفاء ٢ / ٣٠٩ ، وبلفظ : «من أحب قوما على أعمالهم حشر معهم يوم القيامة» ، وعزاه إلى إتحاف السادة المتقين ٩ / ٦٦٥ ، والخطيب البغدادي ٥ / ١٩٦ ، هو بألفاظ أخر في غير هذه المصادر. انظر : موسوعة الحديث النبوي ج ٨ ص ٣٠ ، ٣١.