بأسيافهم قدما لتكون كلمة الله هي العليا وقدح الدين المعلى ، فطابق أبو فراس (١) معنى حالهم في قصيدته الميمية التي رد فيه على ابن سكرة (٢) فقال فيها :
لا يغضبون لغير الله إن غضبوا |
|
ولا يضيعون حق الله إن حكموا |
تبدو التلاوة من أبياتهم أبدا |
|
ومن بيوتكم الأوتار والنغم (٣) |
وإذا قد تقرر ذلك بالنصوص الصحيحة أن عنوان الإيمان حب علي بن أبي طالب ، وأن أحدا لا يدخل إلا بجواز من علي بن أبي طالب وأنه باب دار الحكمة وباب الجنة فمن أحق بهذا الأمر من أتباعه ، وقد ورد في الصحاح أن ببغضه يعرف المنافقون وبحبه يعرف المؤمنون ، فكن من شيعته وأتباعه لتكون قد
__________________
(١) أبو فراس الحمداني : هو الحارث بن سعيد بن حمدان التغلبي ، الربعي [٣٢٠ ـ ٣٥٧] أمير ، شاعر ، فارس ، وهو ابن عم سيف الدولة. قال في الأعلام ٢ / ١٥٥ : كان الصاحب بن عباد يقول : بدئ الشعر بملك وختم بملك" يعني امرئ القيس وأبا فراس ، له وقائع كثيرة ، قاتل بها بين يدي سيف الدولة. وكان سيف الدولة يحبه ويجله ويستصحبه في غزواته ويقدمه على سائر قومه ، وقلده منبجا ، وحران وأعمالها ، فكان يسكن بمنبج (وهي بين حلب والفرات ، ويتنقل في بلاد الشام ، وجرح في معركة مع الروم ، فأسروه سنة (٣٥١ ه) فامتاز شعره في الأسر برومياته. وبقي في القسطنطينية أعواما ، ثم فداه سيف الدولة بأموال عظيمة. قال الذهبي : كانت له منبج. وتملّك حمص ، وسار ليتملك حلب ، فقتل في تدمر. فقال ابن خلكان : مات قتيلا في حدود (على مقربة من حمص) قتله أحد أتباع سعد الدولة بن سيف الدولة ، وكان أبو فراس خال سعد الدولة وبينهما تنافس. له" ديوان شعر ـ ط" ولسامي الكيالي ولفؤاد أفرام البستاني" أبو فراس الحمداني ـ ط" ومثله لحنانمر. ولعلي الجارم" فارس بني حمدان ـ ط" ولنعمان ماهر الكنعاني" شاعرية أبي فراس ـ ط".
(٢) هو محمد بن عبد الله بن سكرة ، الهاشمي.
(٣) الأبيات من قصيدة شهيرة من البحر البسيط ، في مدح آل البيت تضمنها ديوان أبي فراس الحمداني ص ١٥٦ ـ ١٥٩ ، طبعة دار الكتب العلمية سنة ١٤٠٤ ه ، شرح عباس الساتر ، ومطلعها :
الدين مخترم والحق مهتضم |
|
وفيء آل رسول الله مقتسم |
والناس عندك لا ناس فيحفظهم |
|
سوم الرعاة ، ولا شاء ، ولا نعم |
والبيتان في الديوان هما بلفظ :
لا يغضبون لغير الله إن غضبوا |
|
ولا يضيعون حكم الله إن حكموا |
تبدو التلاوة من أبياتهم أبدا |
|
وفي بيوتكم الأوتار والنغم |