فرق الإسلام ، وقد أخطئوا عندنا في الإمامة وفي ذم الصحابة وسبهم.
أما الباطنية : فإنهم يتأولون الشرائع ويقولون المقصود بها معاني وهي إشارة ورموز إلى غيرها.
وعندنا من أسرار كفرهم الجم الغفير ، ولو لا الاقتصار في هذه الرسالة لذكرناها ، وإنما جملة الأمر عندهم أن من عرف تلك المعاني سقطت عنه التكاليف الشرعية ولا شيء عليه بعد معرفة الحقيقة ، فإن كان تركه للعبادة الشرعية ينفر الناس عنه لزمه القيام بها لتأليف الناس ، لا لكونه مصلحة في نفسها فافهم هذا ، واعلم أنه التعطيل المحض ، والكفر الصريح ، ونجمت في الزيدية فرقة يقال لها : المطرفية بعد الخمسين والأربعمائة للتأريخ المبارك ، وكثروا وليس لهم أصل مبسوط تستقر عليه حكاية مذهبهم لتراكم جملهم وأتباعهم في مقالتهم لمشايخ منهم جهّال قلدوهم أمرهم ، وأخذوا مذهبهم عنهم تلقينا ، وهم يرجعون إلى قريب من مذهب الباطنية في التعطيل ؛ لأنهم ينفون عن الله تدبير خلقه وزيادته ونقصه ، وربما نفوا عنه أن يكون خلق شيئا في العالم بعد أصوله ، قالوا : التي هي الماء والهواء والريح والنار ، فقد جهلوا مذهب الفلاسفة ، وخالفوا مذهب الإسلام ، لأن الهواء والريح عند أهل التحصيل واحد ، وإنما إذا تحرك الهواء كان ريحا وإن سكن فهواء ، فهؤلاء أهل الأصول من نفاة الصانع سبحانه عمّا يقولون ، يجعلون الأرض رابع العناصر والكل باطل.
ومن قولهم أنهم ينفون عن الله سبحانه إرادة حوادث العالم وربما أضافوها إليه لأنه خلق أصولها ، وربما قالوا خلقها ، ثم يقولون بالفطرة فإذا سألتهم قالوا : لم نقصدها ولم نردها ، وربما قالوا بالإحالة ، وهم ينفون الأمطار والثمار والنبات