والحيوانات والموت والحياة عن الله سبحانه ، إلا أن منهم من يقول : هي فعله بما ذكرنا من فطرة ، أو إحالة ، وهم يثبتون البعث والنشور ، وينكرون الصحف والميزان ، والصراط ، والشفاعة ، والحوض ، ويستبعدون ما يحكى ، ويردون الآثار النبوية زادها الله جلالة وحدة من عظم ثواب الله سبحانه لأوليائه ، وبما هجنوا بذلك ، وسمعنا ذلك من بعضهم أنه قال : وما يريد المؤمن بألف حوراء؟ وهم يردون ظواهر كتاب الله سبحانه وينزهونه عن فعل جميع ما قدمنا ، وعندنا أن ذلك ردة وكفر من قائله ، وأنهم إن حاربوا إمام الحق ولهم شوكة جاز قتل مقاتلهم ، وسبي ذراريهم ؛ وذلك لأن الأئمة وعلماء الأمة أجمعت على أن من ردّ ظاهرا من ظواهر كتاب الله سبحانه ، أو خبرا من معلومات دين نبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم كفر بلا خلاف ولم يعصمه مجرد الشهادتين ، لأن أكثر أهل الردة ما عطلوا شيئا من الدين ، إلا أنهم منعوا الزكاة من القائم بعد الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وقد علم من دين النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ضرورة وجوب تسليمها إلى ولاة صاحب الأمر في الإسلام ، وقال أبو بكر على منبر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : لو منعوا عقالا مما أعطوا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لحاربتهم عليه بمشهد الصحابة فلم ينكر عليه أحد ، فكان إجماعا وإجماعهم حجة على ما ذلك مقرر في مواضعه من أصول الفقه ، فإذا قد تقرر لك ذلك والله سبحانه يقول في سورة البقرة : (يا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ، الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِراشاً وَالسَّماءَ بِناءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَراتِ رِزْقاً لَكُمْ فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) [البقرة : ٢١ ، ٢٢] ، وربما أنكروا نزول القرآن وقالوا في قلب الملك الأعلى لا يفارقه ، وقد صرّح سبحانه بنزوله في آي كثيرة منها في الآية بعد هذه الآية ، وهي قوله تعالى : (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنا عَلى عَبْدِنا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَداءَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ