عنه الأنصار وقالوا : لم يعهد إلينا أبو بكر أمرا بعد فراغنا من القوم ، ولا بد من انتظار رأيه. قال : فإني الأمير وقد عهد إليّ بحرب المرتدين جملة ، وإذا كنت لا أتمكن من مراجعته وخفت فوات الفريضة ، أفليس انتهزها ، وهذه تميم بالبطاح مع مالك بن نويرة (١) ؛ فأما عوف والأبناء من بني تميم فقد كانوا أطاعوا الزبرقان بن بدر (٢) ، وثبتوا على الإسلام وكان قيس بن عاصم (٣) على المقاعس والبطون (٤) ، ففرق الصدقة على فقرائهم إلا أنه تاب لما رأى نكير الله فيمن خالف الإسلام ، ولقي الجنود بأعداد ما قسم من الصدقة ، وقال الزبرقان فيما كان من ثبوته وتأدية الزكاة :
__________________
(١) مالك بن نويرة بن حمزة بن شداد اليربوعي التميمي ، أبو حنظلة ، فارس ، شاعر ، أدرك الإسلام وأسلم وولّاه رسول الله صدقات قومه ، وقصته مع أبي بكر وخالد بن الوليد مشهورة مذكورة في كتب التأريخ الإسلامي ، وانظر (الأعلام) ٥ / ٢٦٧ ، ومنه (الإصابة) ت ٧٦٩٨ ، و (فوات الوفيات) ٢ / ٢٤٣ ، و (النقائض) ٢٢ ، ٢٤٧ ، ٢٥٨ ، ٢٩٨ ، و (خزانة الأدب) للبغدادي ١ / ٢٣١.
(٢) الزبرقان بن بدر التميمي السعدي ، المتوفى سنة ٤٥ ه ، من رؤساء قومه ، قيل : اسمه الحصين ولقب بالزبرقان وهو من أسماء القمر لحسن وجهه ، ولّاه رسول الله صدقات قومه إلى زمن عمر وكفّ بصره في آخر عمره وتوفي في أيام معاوية ، وكان فصيحا شاعرا فيه جفاء الأعراب وقيل : إنما سمي الزبرقان لصفرة عمامته.
انظر (الأعلام) ٣ / ٤١ ، (الإصابة) ١ / ٥٤٣ ، (خزانة الأدب) للبغدادي ١ / ٥٣١ ، و (عيون الأخبار) ١ / ٢٢٦ ، وانظر الطبري حوادث سنة ١١ ه ، من رواية سيف بن عمر التميمي الكذاب.
(٣) قيس بن عاصم بن سنان المنقري السعدي التميمي ، أبو علي : أحد أمراء العرب وعقلائهم والموصوفين بالحلم والشجاعة فيهم ، كان شاعرا ، اشتهر وساد في الجاهلية ، وهو ممن حرّم على نفسه الخمر فيها ، ووفد على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في وفد تميم سنة ٩ ه ، فأسلم ، واستعمله على صدقات قومه ، ثم نزل البصرة في أواخر أيامه وروى أحاديث ، وتوفي بها.
روى عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وروي عنه : الأحنف بن قيس ، والحسن البصري ، وحكيم بن قيس بن عاصم وغيرهم ، روى له البخاري في الأدب ، وأبو داود ، والنسائي.
(٤) المقاعس والبطون لم تكن الأسماء واضحة في النسخ ، وهي هكذا في (الكامل) لابن الأثير ٢ / ٢٣٩ ، وانظر الطبري حوادث سنة ١١ ه ، ٢ / ٥٢٢ ط الأعلمي.