عن حقهم ، فلم يتمكنوا من إظهار الأحكام في قرن الردة ، وإلا فهذا أقرب الأئمة عليهمالسلام إلينا أحمد بن سليمان سلام الله على روحه الكريمة كتبه مشحونة شاهدة بما قلنا من كون المطرفية المرتدة حكمهم حكم أهل دار الحرب ، وإنها لا تحل ذبائحهم ، ولا مناكحتهم ، ولا موارثتهم ، ولا قبرهم في مقابر المسلمين ، ولا رطوبتهم عند من يرى برأي الهادي عليهالسلام.
وقد ذكر ذلك في تصانيف عدة منها : كتاب (العمدة) وها هو اليوم موجود بين أظهرنا يشهد بما قلنا.
ومن ذلك أيضا ما كان من حديث بني ناجية (١) وهم كانوا ينتسبون إلى سامة بن لؤي ، وجاءوا إلى عمر ليلحقهم بقريش فكره ذلك ، وجاءوا إلى عثمان فألحقهم بقريش وجعل لهم مثل أعطيات قريش.
ولما تولى الأمر علي عليهالسلام جاءوا إليه فقال : لهم إن سامة بن لؤي لم يخلف إلا ابنة ، فإن كنتم أولادها فأنتم بنو أختنا ، وإن زعمتم أنكم أولاده من رجل خلفه ، فلا حقيقة لذلك الحقوا بفصيلتكم التي تؤويكم ، فطعنوا عليه وخبثوا وتربصوا ، وكانت عيونه عليهم راصدة ، فجاءه عينه في بعض الأيام فلما أقبل قال له علي عليهالسلام : آمنوا فعطنوا ، أم خبثوا فطعنوا. قال : يا أمير (٢) المؤمنين ، بل
__________________
(١) بني ناجية : قال في (شرح نهج البلاغة) : فإنهم ينسبون أنفسهم إلى سامة بن لؤي بن فهر بن مالك بن النظر بن كنانة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. وقصتهم وقصة سامة بن لؤي تجدها في كتاب (الأغاني) ١٠ / ٢٠٥ إلى ٢٠٧ ، وفي (شرح النهج) لابن أبي الحديد طبعة دار الفكر ٣ / ١٢٠ ، ١٢١. قال فيه : قال أبو الفرج أما الزبير بن بكار فإنه أدخلهم في قريش ، فهم قريش العازبة. قال أبو الفرج : وللزبير بن بكار في إدخالهم في قريش مذهب ، هو مخالفة أمير المؤمنين علي عليهالسلام وميله إليهم لإجماعهم على بغضه عليهالسلام.
(٢) في (شرح نهج البلاغة) : أوطنوا فأقاموا ، أم جبنوا فظعنوا. قلت : لا ، بل ظعنوا. فقال : أبعدهم الله كما بعدت ثمود.