عمر بن داود الشيباني وحبس أدخل عليه وجوه أهل الضلالة لتبكيته ، فكان فيمن دخل عليه بسرخس الحارث بن عبد الله بن الجسوس الجعدي فقال ليحيى : قد عرفت بلادنا ، وإضلال العدو علينا ، وأنا في نحورهم في أقصى تربة في الإسلام ، وكان في نساء أنباط العراق لك ممكن لو أردت ذلك فلا تدخل بلادنا لتروم تفريق جماعتنا. فقال : ـ يعني يحيى ـ من هذا؟ قيل : الحارث بن عبد الله. قال : الجعدي؟ قال : نعم. قال : أما إن عداوتكم لنا أهل البيت قديمة. قال : ثم كلمه جهم بن مسعود الناجي (١) بكلام غليظ. فقال يحيى : لا تلامون على بغضنا لأثر أبي الحسن فيكم ـ يريد عليهالسلام سبي علي عليهالسلام لبني ناجية ـ قال : وتكلم معرف بن سحرة الأزدي فقال : أما بلغك أن زوال جبل السر من زوال ملك لم ينقص أكله ، ولم يأذن الله في زواله.
قال يحيى عليهالسلام : فعسى أن يكون الله قد أذن بذلك ، ولا خلاف بين أهل العلم فيما حكينا من سبي علي عليهالسلام بني ناجية وقد وردت الآثار بفضل عتق الرقبة والرقاب من ولد إسماعيل ، ونحن نروي ذلك وهم صميم العرب ، فلو لا أن الرق يصح فيهم لما ورد فيه الحديث ، فلا معنى لإنكار سبي أهل الردة من العرب.
ولما وصل مصقلة إلى الشام ندم على فراق علي عليهالسلام ، وكتب إلى
__________________
ـ ببيهق ، وأرسل إليه نصر صاحب شرطته مسلم بن أحوز المازني ، فلحقه في الجوزجان فقاتله قتالا شديدا ، ورمي عليهالسلام بسهم أصاب جبهته فسقط قتيلا في قرية يقال لها (أرغويه) ، وحمل رأسه إلى الوليد ، وصلب جسده بالجوزجان سنة ١٢٥ ه ، وبقي مصلوبا إلى أن ظهر أبو مسلم الخراساني ، فأنزل جثته الطاهرة فصلى عليها ودفنت هنالك ، وكل من ولد له من الأعيان في تلك السنة سماه يحيى. خرّج له السيد أبو طالب.
انظر : (رجال الاعتبار وسلوة العارفين) تحت الطبع ، وفيه بقية مصادر الترجمة.
(١) جهم بن مسعود الناجي ، أحد أعداء آل البيت ، كان مقامه بمرو ، وله فيها شأن ، قتل في فتنة الضحاك بن قيس.