أهل العراق شعرا فقال :
يا راكب الأدماء سلم خفها |
|
وغاربها حتى تصل أرض (١) بابل |
أتكنى (٢) إلى أهل العراق رسالة |
|
وخص بها أحياء بكر بن وائل |
وعمّ بها عليا ربيعة أنني |
|
تركت عليّا خير حاف وناعل |
على غير ذنب غير تارك دينه |
|
ولا سامع فيه مقالة قائل |
ولكنني كنت امرأ من ثقاته |
|
أقدم في الشورى وأهل الوسائل |
فأذنبت ذنبا لم يكن لمقيله |
|
حليم وقلت الليث لا شك آكلي |
ولا طالب بالشام زيف معيشة |
|
وما الجوع في أرض العراق بآكلي |
والأدلة بحمد الله بذلك شاهدة متساندة ، يعرفها من له أدنى بسطة في العلم ، وجهل الجهال بصحة ما يعرفه أهل العلم لا يكون مانعا من فعله لو لا ذلك لعطلت الشرائع ، فأكثرها لا تعرفه العوام ولا تدين به ، وقد كانت جملة الدين ـ زاده الله شرفا وجدة ـ مجهولة عند أكثر الخلق ، فلم يمنع ذلك رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من إظهاره وإمضائه ، والقتال عنه حتى كانوا يتعجبون منه كما حكى الله عنهم من قولهم : (إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عُجابٌ) [ص : ٥] ، ولو لا ما أخذ الله على أهل العلم من تبيينه لما ألزمنا نفوسنا هذا البيان ولا اشتغلنا بهذا الشأن ، ولكان ظهوره يغني عن المبالغة في كشفه ولكن أردنا ذلك (لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ) [الأنفال : ٤٢] ، ولجهلهم متى ذكر لهم هذا قالوا : فانظروا إلى كلام الأئمة والعلماء في أهل البغي والسيرة فيهم ، ونسي الجهال أن أهل البغي لا بد لهم من شرائط :
__________________
(١) في (ب) : أهل.
(٢) في (ب) : الكني.