فان أريد منه معناه المتعارف فقد ثبت الاشتراك ، غايته فيه تعالى يكون الوجود حقيقيا ، وفي الممكن ظليا ، وان أريد منه ضده وما يقابله وهو العدم فهو كفر وزندقة ، وان لم يرد منه المعنى أصلا يلزم التعطيل ، وفي الكفاية ذكر ذلك في إطلاق هذه المشتقات عليه تعالى.
والظاهر انّ هذا البيان في الوجود والموجود تام ، ولكن لا يجري في المشتقات ، إذ المجازية كما عرفت معناها استعمال المشتق وإرادة نفس المبدأ منه ، فمعنى يا عالم يا عليم بمعنى الانكشاف ، وهذا غير مستلزم للتعطيل.
والجواب عن أصل الإشكال يظهر ممّا مرّ منا في المعاني الحرفية ومبحث المشتق ، فقد ذكرنا انّ الحروف وكذا الهيئات موضوعة لتضييق المفاهيم الاسمية بعضها ببعض ، كما في التوصيف والإضافة ، ويضم إلى ذلك ما اخترناه من انّ المأخوذ في المشتقات انما هو مفهوم الشيء لا مصداقه ، وعليه فالتضييق والنسبة فيها تكون بين المفهومين لا بين المصاديق الخارجية ، فمعنى العالم الشيء المقيد أي من له العلم ، والقادر أيضا من له القدرة ، وهكذا في الموجود ، وفي إطلاقها على ذات البارئ أيضا تكون مستعملة في معانيها غاية الأمر انّ مصداقها خارجا وجود واحد بسيط لا تركب فيه.
بقي هناك إشكال آخر وهو انه نسب إلى صدر المتألّهين انّ المفهوم الواحد يستحيل انتزاعه من ماهيات متباينة بما هي متباينة ، وذكروا انّ عكسه أيضا مستحيل وهو انتزاع مفاهيم عديدة من ذات واحد بسيط ، فوقعوا في الإشكال من حيث الصفات الجارية على ذاته تعالى مع بساطته.
والجواب عن ذلك انّ هذه الإطلاقات والتوصيفات انّما هي في مقام اللفظ وضيق التعبير ، وإلّا فليس هناك صفة وموصوف ، وإلّا للزم التركب كما تشير إليه بعض خطب مولانا أمير المؤمنين : (وكمال التوحيد نفي الصفات عنه) ، وبعض