والحكاية ، وليعلم انه ليس مرادنا من ذلك ان معنى «زيد قائم» مثلا قصد الحكاية عن قيام لتحتمل الصدق والكذب بحسب مدلوله ، فليس معناها الاخبار عن القصد ولا يكون بابها باب الاخبار عن القصد وانما يكون بابها باب الدال والمدلول ، فان نظام العالم يتوقّف على تفهّم المقاصد وتفهيمها ، ولذا نرى ان كثيرا ما يتعلق الجعل والمواضعة بتفهيم المقاصد بالافعال كالتعظيم بالقيام عند طائفة ، وبرفع العمامة عند قوم ، وبوضع إحدى اليدين على الأخرى عند آخرين إلى غير ذلك ، فيكون القيام ورفع العمامة أو اليد مصداقا للتعظيم نظير الأفعال التوليدية ، وحيث انه من الأفعال الاختيارية فيدل على قصد التعظيم أيضا.
فالقيام مثلا بعنوانه الأولي قيام وبعنوانه الثانوي تعظيم ، ورفع الرّأس مثلا في بعض الأحيان بعنوانه الأولى يكون فعلا خاصا وبعنوانه الثانوي يكون مصداقا للاخبار والحكاية ، ولذا لا يبعد القول ببطلان الصوم بذلك إذا كان افتراء على النبي أو أحد الأئمة عليهمالسلام ، هذا في الأفعال الخارجية ، واما في الألفاظ فهيئة الجملة الاسمية لم تجعل لثبوت النسبة ، وانما جعلت للحكاية والاخبار بالثبوت أو بالنفي ، وحيث ان الحكاية والاعتبار من الأفعال القصدية فلا محالة تدل على قصد ذلك ، فان شئت فعبّر بأنها موضوعة للاخبار القصدي ، وان شئت فقل بأنها موضوعة لقصد الاخبار ، وعلى هذا فالصدق والكذب فيها ليس بلحاظ مدلولها بل بلحاظ مطابقة الحكاية مع المحكي وعدمها.
وأما الأفعال فالمادة المشتركة بينها انما هي المعنى اللابشرط من جميع أنحاء النسب ، وأما هيئتها فهيئة فعل الماضي موضوعة للحكاية عن تحقق قيام المبدأ بالذات وسبقه على زمان التكلم ان لم يكن الفعل مقيدا ، وان كان مقيدا فبالقياس إلى القيد مثلا لو قال يجيئني زيد بعد عشرة أيام وقد صام قبله بيوم يكون السبق فيه بالقياس إلى المجموع لا مطلقا ويكون الاستعمال بلا عناية.