أ ـ تحريف كلمات كلام الله المجيد مثل ما مرّ تبديلهم : (ننسه) ب (ننساه) و (وَلَا الضَّالِّينَ) ب (غير الضالّين).
ب ـ تحريف الحركات الإعرابية والحروف الإعرابية لكلام الله مثل ما مرّ تبديلهم : (إِنْ هذانِ) ب (إنّ هذين).
ج ـ تحريف ضبط الكلمات ، مثل ما مرّ تبديلهم : (عَلَيْهِمْ) ب (عليهم) و (عليهم).
وهكذا حرّفوا القرآن تحريفا بما لا يتيسر عدّه ومزّقوه تمزيقا لم يجر نظيره على أي نصّ آخر سماويا كان مثل التوراة والإنجيل المحرّفين ، أو من كلام البشر مثل قصائد شعراء الجاهليين كامرئ القيس أو مخضرمين كأبي طالب وحسان ابن ثابت ، أو إسلاميين كالمتنبي والحمداني ، وكذلك في خطب الخطباء وتصانيف المؤلّفين في أيّ لغة من لغات الإنسان.
ثمّ سمّوا كل ذلك التحريف للقرآن بعلم القراءة.
وإليكم وصفا موجزا لكيفية انتشار تلك القراءات والّذي يسمّى بعلم القراءات وكيفية ارتحال طلابها من بلد إلى بلد لاقتناء هذا العلم المزيف من شيوخه نصا من كتاب البرهان للزركشي (١ / ٣٢٤ و ٣٢٥) حيث قال :
(فكان من قدماء علمائنا ممّن حجّ يأخذ بمصر شيئا يسيرا ، كأبي عمر الطلمنكي (١) صاحب الروضة ، وأبي محمّد مكّي بن أبي طالب (٢). ثمّ رحل
__________________
(١) هو أحمد بن محمّد بن عبد الله بن لب ، أبو عمر الطلمنكي ، نزيل قرطبة ، رحل إلى المشرق ؛ ولقي كثيرا من العلماء بمصر ، منهم ابن غلبون ؛ وعاد إلى الأندلس ، وألّف كتاب الروضة. توفّي سنة ٤٢٩ ه (طبقات القرّاء لابن الجزري ١ / ١٢٠).
(٢) ولد بالقيروان ، وحجّ فسمع بمكّة ، ورحل إلى مصر فقرأ على ابن غلبون وابنه ، ثمّ عاد إلى القيروان ، ورحل إلى الأندلس ، ومات سنة ٣٩٤ ه (طبقات القرّاء ٢ / ٣١٠).