واديين ...]) (١).
وقال في تفسير (وَإِذا بَدَّلْنا آيَةً ...) من تفسيره :
(معناه وإذا نسخنا آية ، وآتينا مكانها آية اخرى ... إمّا نسخ الحكم والتلاوة ، وإمّا نسخ الحكم مع بقاء التلاوة ...) (٢).
هكذا نقل الطبرسي قول مدرسة الخلفاء بأصناف النسخ دون أن يصرّح بمصدر القول ، ونقل استدلالهم برواياتهم دون أن يصرّح بمصدر الروايات ، أو يقول إنّها من روايات مدرسة الخلفاء ومنقولة من كتب حديثهم.
وسبق الشيخ الطوسي الطبرسي بتفسير الآيتين في تفسير التبيان ، وأسند الرواية : (كنّا نقرأ [لا ترغبوا عن آبائكم فإنّه كفر بكم]) إلى أبي بكر ، بينما هي مروية عن عمر.
ومن ثمّ اتّضح أنّ الطبرسي نقلها عن تفسير التبيان للشيخ الطوسي.
ويظهر من كلامهما أنّهما تبنّيا القول بأصناف النسخ الّذي ابتكرته مدرسة الخلفاء.
ومن تفسير هذين العلمين من أعلام مدرسة أهل البيت ، انتشر بعض ما نقلاه في تفسير الآيتين إلى تفاسير اخرى بمدرسة أهل البيت مثل تفسير أبي الفتوح الرازي وتفسير كازر. ولا سيّما في تفسير لفظ (آية) في الموردين ، فإنّهم فسّروها بمعنى جزء من السورة ، بينما المراد من (آية) فيها غير هذا المعنى.
وخالفهم في ذلك صاحب أطيب البيان ، فإنّه فسّرها كما تفسر في مدرسة أهل البيت (ع) (٣).
__________________
(١) نفس المصدر السابق.
(٢) أيضا ٣ / ٣٨٥ ، ٣٨٦.
(٣) أطيب البيان في تفسير القرآن ، ط. طهران سنة ١٣٨٦ ه ، ٢ / ١٣٩. ويختلف معنا في ذكر المثال فحسب.