ثمّ أحلف عثمان وأخذ عليه العهود والمواثيق أن لا يحمل بني اميّة على رقاب الناس وعلى أن يسير بسيرة رسول الله (ص) وأبي بكر وعمر ولا يخالف شيئا من ذلك ، فحلف له.
فقال عليّ : قد أعطاك أبو عبد الله الرّضا فشأنك فبايعه ، ثمّ إنّ عبد الرّحمن عاد إلى عليّ فأخذ بيده وعرض عليه أن يحلف بمثل تلك اليمين أن لا يخالف سيرة رسول الله وأبي بكر وعمر.
فقال عليّ : عليّ الاجتهاد ، وعثمان يقول نعم ، عليّ عهد الله وميثاقه وأشدّ ما أخذ على أنبيائه أن لا اخالف سيرة رسول الله (ص) وأبي بكر وعمر في شيء ولا أقصر عنها.
فبايعه عبد الرّحمن وصافقه وبايعه أصحاب الشورى ، وكان عليّ قائما ، فقعد ، فقال له عبد الرحمن : بايع وإلّا ضربت عنقك.
ولم يكن مع أحد يومئذ سيف غيره ، فيقال : إنّ عليّا خرج مغضبا فلحقه أصحاب الشورى ، فقالوا : بايع وإلّا جاهدناك ، فأقبل معهم يمشي حتّى بايع عثمان) (١).
وفي هذا الخبر حذف من أوّله قول عبد الرّحمن (وسيرة الشيخين) ونقل أوّل كلام الإمام عليّ بتصرّف وحذف آخره ؛ وتمام الخبر في الرواية الآتية :
في تاريخ اليعقوبي ، ط. بيروت ٢ / ١٦٢ : أنّ عبد الرحمن خلا بعليّ بن أبي طالب ، فقال : لنا الله عليك ، إن وليت هذا الأمر ، أن تسير فينا بكتاب الله وسنّة نبيّه وسيرة أبي بكر وعمر.
فقال : أسير فيكم بكتاب الله وسنّة نبيّه ما استطعت.
__________________
(١) أنساب الأشراف ٥ / ٢١ ـ ٢٢.