سليمان ما لا أحصي صلاة الصبح والمغرب ، فكان يجهر ب (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) قبل فاتحة الكتاب وبعدها. وسمعت المعتمر يقول : ما آلو أن أقتدي بصلاة أبي ، وقال أبي : ما آلو أن أقتدي بصلاة أنس بن مالك ، وقال أنس بن مالك ، ما آلو أن أقتدي بصلاة رسول الله (ص) (١).
ج ـ روى الحاكم عن أنس قال : صلّيت خلف النبيّ (ص) وخلف أبي بكر وخلف عمر وخلف عثمان وخلف عليّ فكلّهم كانوا يجهرون بقراءة (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ).
قال الحاكم : (إنّما ذكرت هذا الحديث شاهدا لما تقدّمه ، ففي هذه الأخبار الّتي ذكرناها معارضة لحديث قتادة الّذي يرويه أئمتنا عنه ، وقد بقي في الباب عن أمير المؤمنين عثمان) وذكر أسماء جمع من الصحابة ترك إيراد حديثهم وقال : (كلّها مخرجة عندي ، إيثارا للتخفيف ...) (٢).
__________________
(١) مستدرك الحاكم وتلخيصه ١ / ٢٣٤ ، وقال الحاكم : رواة هذا الحديث عن آخرهم ثقات ، وأيّده الذهبي.
ومحمّد بن أبي السري ، محمّد بن المتوكل بن هاشم العسقلاني الهاشمي ولاء. أخرج حديثه أبو داود (ت : ٢٣٨ ه). تقريب التهذيب ٢ / ٢٠٤.
والمعتمر بن سليمان ، الحافظ أبو محمّد التيمي البصري الملقّب بالطفيل ثقة ، حدّث عن أبيه. أخرج حديثه أصحاب الصحاح (ت : ٢٨٢ ه).
تذكرة الحفاظ ، ص ٢٦٦ ؛ ومادّة (عسقلان) من أنساب السمعاني ؛ وتقريب التهذيب ٢ / ٢٦٣.
(٢) مستدرك الحاكم ١ / ٢٣٤ ، وكذّب الخبر الذهبي في تلخيصه اعتباطا دون أن يذكر للحديث علّة من ضعف السند وما شابهه.
وفي الباب عن الحكم بن عمير أو عمرو الثمالي ، وكان بدريّا ، أنّه صلّى خلف النبيّ (ص) صلاة اللّيل والغداة والجمعة فجهر بالبسملة. رواه عنه بترجمة الحكم في أسد الغابة ٢ / ٣٧ ، وقال : (يعدّ في الشاميين ، سكن حمص). ونقله السيوطي عن الدارقطني في الدرّ المنثور ١ / ٨ ؛ ونقل الرواية ـ