من تميم فاعتذروا فقبل وشكر. وكتب الكتاب يوم الاربعاء لثلاث عشرة خلت من صفر سنة سبع وثلاثين.
واتفقوا على ان يوافي أمير المؤمنين على موضع الحكمين بدومة الجندل أو باذرح في شهر رمضان ، وقيل لعليّ : انّ الأشتر لا يقرّ بما في الصحيفة ولا يرى إلّا قتال القوم.
فقال عليّ : وانا والله ما رضيت ولا احببت ان ترضوا فإذا أبيتم إلّا ان ترضوا فقد رضيت وإذ رضيت فلا يصلح الرجوع بعد الرضا ولا التبديل بعد الإقرار إلّا ان يعصى الله ويتعدى كتابه فقاتلوا من ترك أمر الله ، وأمّا الّذي ذكرتم من تركه أمري وما أنا عليه فليس من اولئك فلست أخاف على ذلك ، يا ليت فيكم مثله اثنين ، يا ليت فيكم مثله واحدا يرى في عدوّي ما أرى ، إذا لخفّت عليّ مئونتكم ورجوت أن يستقيم لي بعض أودكم وقد نهيتكم فعصيتموني ، فكنت أنا وأنتم كما قال أخو هوازن :
وهل أنا إلّا من غزية إن غوت |
|
غويت وإن ترشد غزية أرشد |
والله لقد فعلتم فعلة ضعضعت قوة وأسقطت منة وأورثت وهنا وذلّة ، ولمّا كنتم الأعلين وخاف عدوّكم الاجتياح واستحرّ بهم القتل ووجدوا ألم الجراح رفعوا المصاحف فدعوكم إلى ما فيها ليفتنوكم عنهم ويقطعوا الحرب ويتربصوا بكم المنون خديعة ومكيدة ، فأعطيتموهم ما سألوا وأبيتم إلّا أن تدهنوا وتجيروا وأيم الله ما أظنكم بعدها توفقون الرشد ولا تصيبون باب الحزم.
ثمّ رجع الناس عن صفين ، فلمّا رجع عليّ خالفت الحرورية وخرجت ، وكان ذلك أوّل ما ظهرت وأنكرت تحكيم الرجال ، ورجعوا على غير الطريق الذي أقبلوا فيه أخذوا على طريق البرّ وعادوا وهم أعداء متباغضون وقد فشا فيهم التحكيم يقطعون الطريق بالتشاتم والتضارب بالسياط ، يقول الخوارج يا