أبو بشر عمرو بن عثمان بن قنبر (١) ، وأخذ عن سيبويه أبو الحسن سعيد بن مسعدة الأخفش الأوسط ، وأخذ عن الأخفش أبو عثمان بكر بن محمّد المازني الشيباني وأبو عمر الجرمي ، وأخذ عن المازني والجرمي أبو العباس محمّد بن يزيد المبرد ، وأخذ عن المبرد أبو إسحاق الزجاج وأبو بكر بن السراج ، وأخذ عن ابن السراج أبو عليّ الحسن بن عبد الغفار الفارسي (٢).
وكذلك وجدت أتمّ الروايات وأصوبها ما رواها أبو عبد الله ياقوت الحموي بسنده عن أبي الأسود الدؤلي ، قال : دخلت على أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (ع) فرأيته مطرقا مفكّرا ، فقلت : فيم تفكّر يا أمير المؤمنين؟ قال : إنّي سمعت ببلدكم هذا لحنا ، فأردت أن أضع كتابا في اصول العربية.
فقلت : إن فعلت هذا يا أمير المؤمنين أحييتنا ، وبقيت فينا هذه اللّغة.
ثمّ أتيته بعد أيام فألقى إليّ صحيفة فيها :
بسم الله الرّحمن الرّحيم : الكلام كلّه اسم وفعل وحرف ، والاسم ما أنبأ عن المسمّى ، والفعل ما أنبأ عن حركة المسمّى ، والحرف ما أنبأ عن معنى ليس باسم ولا فعل. ثمّ قال لي : تتبعه وزد فيه ما وقع لك ، واعلم يا أبا الأسود أن الأشياء ثلاثة : ظاهر ومضمر وشيء ليس بظاهر ولا مضمر. قال : فجمعت منه أشياء ، وعرضتها عليه ، وكان من ذلك حروف النصب ، فكان منها إنّ وأنّ وليت ولعلّ وكأنّ ولم أذكر لكنّ. فقال لي : لم تركتها؟ فقلت : لم أحسبها منها. فقال : بل هي منها فزدها فيها (٣).
__________________
(١) قنبر ، بضم ثمّ فتح وسكون. كذا ضبطه في تاريخ العروس ٣ / ٥٠٨.
(٢) إنباه الرواة ، تأليف أبي الحسن عليّ بن يوسف القفطي ١ / ٤ ـ ٦ ، ط. القاهرة سنة ١٣٦٩.
(٣) معجم الأدباء (١٤ / ٤٩ ـ ٥٠) ؛ وراجع إنباه الرواة للقفطي ١ / ٤.