وقد روي عنه ألفاظ شنيعة ظاهرها الكفر (١).
* * *
نتيجة البحث :
ضرب الكعبة بالمنجنيق وحرقها بنو العاص من الأمويين كما فعله قبلهم يزيد السفياني الأموي ، وأضافوا إلى ذلك أمرهم بالطواف حول صخرة بيت المقدس بدلا من الطواف حول الكعبة ، وقتلوا المسلمين ، وسجنوهم وعذبوهم في الحجاز والعراق وإيران واليمن. ويهمّنا في دراستنا الآتية ما صنعوا من حرقهم ما كتب من سنّة الرسول (ص) لما حوت مواقف مشرّفة للأنصار في غزوة بدر ، واستمرارهم على لعن الإمام عليّ على منابر المسلمين في ما عدا عصر عمر بن عبد العزيز ، وبلغ بحكّامهم الأمر أن ينكر أحدهم بنوّة السبط الشهيد لجدّه الرسول (ص).
وبناء على ما ذكرنا كان لهم أثر بليغ في منع نشر حديث الرسول (ص) في فضل مخالفيهم ، وكان أعظم من يخشون منهم على حكمهم الإمام عليّا ، فلذلك لم يكتفوا بمنع نشر فضائل الإمام بل سنّوا لعنه (ع).
وكذلك لم يتغيّر تهالكهم على ذكر الفضائل لعصبتهم وبلغ الأمر بهم في ذلك إلى أن يقول واليهم الحجّاج على المنبر في مدح خليفتهم : (أرسول أحدكم في حاجته أكرم عليه أم خليفته في أهله)؟
يقصد في قوله أنّ الخليفة الأموي هو خليفة الله ، وخليفة الله أكرم عنده من رسول الله (ص) والعياذ بالله.
ولهذا السبب منعوا من كتابة حديث الرسول (ص) طوال حكمهم كما مرّ
__________________
(١) المصدر السابق ٩ / ١٣٢.