ثانيا : في العراق :
روى الذهبي في ترجمة ابن السقا من تذكرة الحفاظ ، وقال :
الحافظ الإمام محدّث واسط ، أبو محمّد ، عبد الله بن محمّد بن عثمان الواسطي (ت : ٣٧٣ ه).
اتّفق أنّه أملى حديث الطير ، فلم تحتمله نفوسهم ، فوثبوا به فأقاموه ، وغسلوا موضعه ، فمضى ولزم بيته. فكان لا يحدّث أحدا من الواسطيين ، فلهذا قلّ حديثه عندهم (١).
وهكذا بقيت آثار السياسة الأموية بين أبناء الامّة في المجتمع الإسلامي كما أرادوها من بعدهم ، ومن راجع بحثي (كتمان فضائل الإمام عليّ ونشر سبّه ولعنه والسبب فيهما) و (عشرة أنواع من الكتمان والتحريف لسنّة الرسول (ص)) في المجلّد الأوّل من كتاب «معالم المدرستين» يدرك أنّ آثار سياستهما لم تزل سارية في المجتمع الإسلامي ، غير أنّ سياسة الحكم عند الخليفة أبي جعفر المنصور ، اقتضت الأمر بكتابة جميع فنون المعرفة في عصره ، كما سندرس خبره بإذنه تعالى في ما يأتي.
__________________
(١) تذكرة الحفاظ ، ص ٩٦٦. وحديث الطير أن رسول الله (ص) اهدي إليه طير مشوي فوضع بين يديه فقال : اللهمّ ائتني بأحب الخلق إليك يأكل معي ، فجاء عليّ بن أبي طالب وأكل معه. وراجع أسانيد حديث الطّير في : ٢ / ١٠٥ ـ ١٥٥ ، من سيرة الإمام عليّ في تاريخ دمشق لابن عساكر ، تحقيق البحّاثة المحقق المحمودي ط. بيروت سنة ١٣٩٥ ه.