الهادي عليهالسلام لينبئ عن الله سبحانه ببيان أداء شكره بما شاء من الشرائع ، على ما منّ به من النعم ، ويميز بذلك من يشكره ممن لا يشكره ؛ إذ قد ثبت أنه تعالى ليس بجسم فامتنع أن يلقي جل وعلا مشافهة ، والحكيم لا يترك ما شأنه كذلك هملا.
قلت ـ وبالله التوفيق ـ : وكذا يأتي على أصل قدماء العترة عليهمالسلام.
أهل اللطف : بل لأنه يجب على الله تعالى الأصلح.
قلنا : لا واجب على الله تعالى كما مر.
المهدي عليهالسلام ، وبعض صفوة الشيعة ، وكثير من المعتزلة : لا يجب لأن الشرائع ألطاف في العقليات.
والشكر : الاعتراف فقط.
لنا : قوله تعالى : (اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُكْراً) (٢) الآية ونحوها. وإجماع أهل اللغة على أنه قول باللسان ، واعتقاد بالجنان ، وعمل بالأركان في مقابلة النعمة.
قالوا : قال الله تعالى : (إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ) (٣) فدل على أنها ألطاف في العقليات.
__________________
قامعا للمعتدين حتى توفي بصعدة سنة ٣٢٥ ه ، ودفن جنب أبيه في القبة المعروفة ، وهو في التابوت الذي يحوي أباه عليهالسلام. (الجنداري مقدمة شرح الأزهار).
أحمد بن سليمان : هو الإمام المتوكل على الله أحمد بن سليمان بن محمد بن المطهر بن علي بن الناصر أحمد بن الإمام الهادي عليهمالسلام ، مولده سنة ٥٠٠ ه ، كان عليهالسلام فصيحا ، شاعرا ، علامة في فنون عديدة ، له تصانيف منها : أصول الأحكام جمع فيه ثلاثة آلاف حديث وثلاثمائة واثني عشر حديثا ، وحقائق المعرفة في علم الكلام ، وغيرهما ، وله كرامات مشهورة ، بيعته سنة ٣٣٥ ه وملك أكثر اليمن ، وعمي آخر عمره ، وتوفي بحيدان خولان الشام في شهر ربيع سنة ٥٦٦ ه وخلافته ٣٣ سنة ، وعمره ٦٦ سنة.
(١) أهل اللطف : هم البغدادية الذين أوجبوا على الله تعالى الأصلح في غير باب الدين.
(٢) سبأ : ١٣.
(٣) العنكبوت : ٤٥.