وورد بلفظ الجمع من باب إطلاق العام على الخاص.
ونظيره قوله تعالى : (هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لا تُنْفِقُوا عَلى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ [حَتَّى يَنْفَضُّوا]) (١) الآية ؛ لأن المعني بها عبد الله بن أبي وحده لنقل المفسرين ذلك.
وكلمة (ولي) مشتركة بين معان ، فيجب حملها على جميع معانيها الغير ممتنعة على قاعدة أئمتنا عليهمالسلام والجمهور (٢) ، وبدليل قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِ) (٣) وهي من الله سبحانه معظم الرحمة ، ومن الملائكة عليهمالسلام الدعاء والاستغفار.
وتناول لفظ شيء في قوله تعالى : (فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ) (٤) الآية ـ كلّما يسمى شيئا على اختلاف الماهيات ، وصحة الاستخدام نحو قول الشاعر :
إذ نزل السماء بأرض قوم |
|
رعيناه وإن كانوا غضابا |
أراد بالسماء وهو لفظ واحد : المطر ، والنبات معا ، بدليل قوله : نزل [السماء] ، و [قوله] : رعيناه.
ومن جملة معاني ولي : مالك التصرف.
ومما يدل على إمامته عليهالسلام [من السنة] قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : (ألست أولى بكم من أنفسكم لا أمر لكم معي؟) قالوا : بلى يا رسول الله. فقال : (من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله) (٥). وهذا الخبر متواتر مجمع على صحته.
__________________
(١) المنافقون : ٧.
(٢) في أن المشترك يحمل على جميع معانيه إن لم يصرف عن بعضها قرينة.
(٣) الأحزاب : ٥٦.
(٤) النساء : ٥٩.
(٥) أحمد ٩٠٦ ، والترمذي في المناقب ٣٦٤٦ ، وابن ماجه في المقدمة ١١٨.