وبيان الاستدلال به : أن كلمة مولى مشتركة بين معان ، من جملتها مالك التصرف ، فهو مفيد لمعنى الإمامة على قواعد كل مذهب.
أما على قاعدة أئمتنا عليهمالسلام والجمهور فكما مر.
وأما على قاعدة غيرهم فقد أجمعوا على أن المشترك يحمل على أحد معانيه إن دلت عليه قرينة ، ومعنى الإمامة قد دلت عليه قرينة لفظية [وهي] قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم [في أو ـ له] : (ألست أولى بكم من أنفسكم) وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : (لا أمر لكم معي) وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم في آخره : (وانصر من نصره واخذل من خذله).
وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم لعلي كرم الله وجهه : (أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي) (١) وهذا الخبر متواتر مجمع على صحته [أيضا].
وبيان الاستدلال به أنه صلىاللهعليهوآلهوسلم أثبت له جميع ما لهارون من موسى إلا النبوة ، ولو علم شيئا لم يكن له لأخرجه.
ومن جملة ما لهارون من موسى الخلافة بدليل قوله تعالى : (اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي) (٢) فإن قيل : لم يعش هارون بعد موسى ، فلم تثبت له [الخلافة] بعده.
فالجواب ـ والله الموفق ـ أنه لا خلاف أنه لو عاش هارون عليهالسلام لكانت الخلافة له ؛ ولأنه شريك موسى صلوات الله عليهما في أمره ، لقوله تعالى حاكيا عن موسى : (وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي) (٣) وقيام الشريك بحقه أولى من قيام غيره به.
وما تواتر معنى من الأخبار المصرحة بالإمامة نحو خبر (البساط) (١) وخبر (العمامة) (٢) وغيرهما مما لا يسعه كتابنا هذا من روايات المؤالف والمخالف (٣).
__________________
(١) هذا الحديث من المتواتر كما ذكر المؤلف رحمهالله ، وقد رواه أئمة أهل البيت وشيعتهم ، والجم الغفير من أهل السنة ، وانظر المصابيح.
(٢) الأعراف : ١٤٢.
(٣) طه : ٣٢.