وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : (الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا ، وأبو هما خير منهما) أي : في صلاحيته عليهالسلام للإمامة ، ولذلك لم ينازعاه في تقدمه كرم الله وجهه عليهما ، وهذا المعنى لا يختلف عند أهل اللسان العربي ، وهذا الخبر مجمع على صحته.
العترة [عليهمالسلام] والشيعة : ولا دليل على إمامة من ذكره المخالف.
البكرية (١) : بل النص الجلي في أبي بكر.
قلنا : لم يظهر [هذا] والإجماع على وجوب ظهور ما تعم به البلوى علما وعملا الحسن البصري (٢) : بل النص الخفي المأخوذ من الإمامة الصغرى.
قلنا : هي بمعزل عن الإمامة الكبرى ، بدليل أنها تصح من المماليك ، وإن سلم ففي الرواية الصحيحة أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لم يأمره ، وإنما أمرته عائشة ، وإن سلم فأمر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إياه أولا ، وعزله إياه آخرا بيان منه لعدم استحقاقه.
وقيل : بل النص في أبي بكر وعمر معا ، وهو قوله تعالى : (سَتُدْعَوْنَ إِلى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقاتِلُونَهُمْ [أَوْ يُسْلِمُونَ]) (٣) إذ الداعي لهم أبو بكر إلى قتال بني حنيفة ، وعمر إلى قتال فارس والروم ، لأن الآية خطاب للمخلفين ، ولم يدعهم النبي صلى
__________________
العرب ، والأخبار الدالة على أنه خلق من نور النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والخبر الذي فيه (علي مني وأنا من علي ، وهو وليكم بعدي) والكثير الكثير ، ولو لم يكن إلا حديث الغدير ، وقد ألفت الكتب في هذا المعنى ، وأوردت الأخبار وصححت ، ولكن الهوى والانحراف هما اللذان يضلان الأمم ، ويغمطان الحق ، ويزينان الباطل.
(١) البكرية : هم أصحاب بكر بن عبد الواحد ، من فرق المجبرة.
(٢) الحسن البصري : الحسن بن أبي الحسن بن يسار البصري ، أبو سعيد ، مولى أم سلمة ، أحد الأعلام ، كان إمام أهل البصرة ، ومن عظماء التابعين وكبارهم ، اشتهر بعلمه وزهده وتقواه ، وهو من أشهر المحدثين روى عن أمم ، وروى عنه أمم كثيرة.
(٣) الفتح : ١٦. الضمير في (سَتُدْعَوْنَ) للمخلفين ، وزعم صاحب هذا القول أنهم الذين تخلفوا في غزوة تبوك ، وهي آخر غزوة غزاها النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بنفسه ، وكانت في رجب سنة تسع ، قالوا : والداعي لهم أبو بكر إلى قتال بني حنيفة ، وعمر إلى قتال فارس والروم ، ولم يدعهم النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وإذا كان الداعي لهم أبو بكر وعمر دل على إمامتهما.