قلت : هي إما لا دليل على تأثيرها ، بل قام الدليل على بطلانه ، وذلك هو العلة والمقتضي ، إذ ما إيجابهما لما ادعي تأثيرهما إياه بأولى من العكس ، لعدم تقدمهما (وجودا على ما أثراه ، ولا دعوى تقدمهما) (٢) رتبة عليه بأولى من العكس لفقد الدليل ، وإن سلم فما بعض الذوات أولى بتلك الصفات والأحكام من بعض ؛ لأنه تأثير إيجاب لا تأثير اختيار.
وإما آلة (٣) ، وذلك السبب ، والتأثير للفاعل ضرورة ، كالنظر فإنه آلة للناظر.
وإما لا تأثير له تأثير إيجاب بإقرارهم ، ولا اختيار له بإقرارهم أيضا ، ولا يعقل تأثير ثالث ، وذلك (٤) الشرط ، وإن سلم لزم (٥) تأثير بين مؤثرين (٦) ، كمقدور بين قادرين ، وهم يحيلونه.
وإما غرض ، والمؤثر الفاعل ضرورة ، وذلك نوعا الداعي ، وإن سلم لزم أن لا يحصل الفعل من الفاعل إلا عند وجود ذلك الغرض ، وأن لا يتمكن الفاعل من ترك الفعل عند وجوده ، وإن سلم عدم اللزوم لزم أن يكون تأثير بين مؤثرين ، كمقدور بين قادرين وهم يحيلونه.
وإما لا دليل عليه رأسا ، وذلك المقتضي ، كما مر من بطلان تأثيره ، وأيضا هو متلاش ؛ لأنه (٧) إما موجود أو معدوم ، أو لا موجود ولا معدوم ، ليس الثالث إذ
__________________
(١) الصفة الأخص : أي : التي تختص بالذات ، كالجوهرية ، فإنها مختصة به ، مقتضية للتحيز ، والصفة الأخص في حق الله تعالى : هي الصفة الذاتية التي تقتضي لمن اختص بها كونه قادرا عالما حيا موجودا.
(٢) ما بين القوسين غير موجود في الشرح.
(٣) عطف على قوله : « إما لا دليل على تأثيرهما » وإما آلة.
(٤) أي : الذي لا تأثير له.
(٥) م ط (لزم أن يكون تأثير).
(٦) وهما الشرط والداعي.
(٧) م ط (إذ هو).