قلنا : الصلاة لغة : الدعاء ، وقد صارت للعبادة المخصوصة.
قالوا : إنما صارت كذلك بعرف أهل الشرع ، لا بنقل الشارع ؛ لأنه إنما أطلق عليها مجازا فقط ، فهي حينئذ عرفية خاصة لا شرعية.
قلنا : أطلقه عليها وخصها به ، ولم يعهد لها اسم قبله خاص (٢) وذلك حقيقة وضع الحقائق لا التجوز وإلا لكان كلما وضع من الأسماء لمعنى عند ابتداء الوضع مجازا ولا قائل به ومن جزئياتها (٣) الدينية : وهي ما نقله الشارع إلى أصول الدين نحو (مؤمن).
الشيرازي (٤) وابن الحاجب (٥) لم تقع (٦).
__________________
(١) أبو بكر الباقلاني ، والقشيري قالوا : إن لفظ الصلاة باق على معناه اللغوي.
أبو بكر الباقلاني : توفي سنة ٤٠٣ ه وهو أحد كبار مشايخ الأشعرية.
القشيري : هو أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن ، صوفي معروف ، وله الرسالة التي عرفت باسمه ، وقد جمع القشيري ما بين الحقيقة اللغوية والشرعية ، وله بالإضافة إلى الرسالة مؤلفات أخرى منها عبارات الصوفية ، وكتاب المعراج ، والتحبير في علم التذكير ، توفي القشيري سنة ٤٦٥ ه. ش ١ / ٥١٢.
(٢) أي : لم يعهد لها عند أهل الشرع.
(٣) أي : ومن أفراد مسميات الحقيقة الشرعية الحقيقة الدينية.
(٤) الشيرازي : هو أبو إسحاق إبراهيم بن علي الفيروزآبادي الشيرازي ، إمام الشافعية في عصره ، وهو عالم متكلم ، له العديد من المصنفات ، أهمها في الفروع ، وكانت كتبه مرجعا يعمل بها أهل السنة باليمن ، منها كتاباه المهذب والتنبيه ، توفي سنة ٤٧٦ ه ش ١ / ٥١٤.
(٥) لفظ الشرح (وابن الحاجب ، والجويني).
ابن الحاجب هو : جمال الدين ، عثمان بن عمر بن أبي بكر بن يونس ، وسمي ابن الحاجب لأن أباه كان حاجبا لأحد الأمراء ، ولد ابن الحاجب بصعيد مصر سنة ٥٧٠ ه ودرس علوم القرآن والعربية بالقاهرة ، ونبغ في هذه الأخيرة ، وخاصة في علم النحو ، وله في ذلك الكافية ، والشافية ، بالإضافة إلى ذلك اشتغل أيضا بعلمي الأصول والفروع ، ومن مؤلفاته في هذا الأخير كتاب منتهى السئول شرحه الإيجي العضد ، توفي ابن الحاجب سنة ٦٤٦ ه بالإسكندرية. ش ١ / ١٦٥.
(٦) أي : الدينية ، بل هي باقية على أصل وضعها اللغوي ، ولذلك حكموا بأن المؤمن هو المصدق ، وأنه من أهل الجنة