وقد زيد غير ذلك ، وهي داخلة فيما ذكرت إلا إطلاق المعرف على المنكر نحو : (وَادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً) (١) أي : بابا من أبوابها (٢).
والصحيح أنه من أقسام المعرف باللام حقيقة (٣) ويسميه نجم الدين (٤) بالتعريف اللفظي.
إذا عرفت ذلك امتنع أن يجرى لله من المجاز ما يستلزم علاقته التشبيه.
وأما نحو قوله تعالى : (كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ) (٥) فعلاقته الزيادة في القول ، لا من تسمية العام باسم الخاص (٦).
وأما قوله تعالى : (لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَ) (٧) وقوله تعالى : (بَلْ يَداهُ مَبْسُوطَتانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشاءُ) (٨) وقوله تعالى : (تَجْرِي بِأَعْيُنِنا) (٩) وقوله تعالى : (تَعْلَمُ ما فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ ما فِي نَفْسِكَ) (١٠) فالعلاقة المشاكلة في القول ، عبر عن قدرته تعالى في
__________________
(١) سورة البقرة : ٥٨. الأعراف : ١٦١.
(٢) وهذا حيث كان للقرية أبواب كثيرة ، أما إذا لم يكن لها إلا باب واحد ، فإن الألف واللام تكون للعهد الخارجي.
(٣) لا مجازا ؛ لأنه تجري عليه أحكام المعارف من وقوعه مبتدأ وخبرا ، وذي حال ، ووصفا للمعرفة ، وموصوفا بها ، وإنما كان هذا من أقسام الحقيقة وإن كان في المعنى كالنكرة لما بينهما من تفاوت ، وهو أن النكرة معناها بعض غير معين من جملة الحقيقة ، وهذا معناه نفس الحقيقة.
(٤) نجم الدين : هو محمد بن الحسن الأسترآبادي ، وهو إمام النحو نجم الدين شارح كتاب الكافية لابن الحاجب ، والشافية توفي سنة ٦٨٦ ه.
(٥) القصص : ٨٨.
(٦) قال في الشرح : أي : لا من تسمية الكل باسم الجزء.
(٧) ص : ٧٥.
(٨) المائدة : ٦٤.
(٩) القمر : ١٤.
(١٠) المائدة : ١١٦.