جامعا لجميع الفضائل المتفرقة فيهم عليهمالسلام وذلك أقوى دليل وأمتن برهان لمن لم يتسربل بسربال العصبية ، ولم يزل عقله بتيار الجهل والعمى على أفضلية عليّ عليهالسلام من جميع الأنبياء عليهمالسلام والفخر الرازي مع ما اشتهر عنه من التشكيك في الأمور البديهية حتى سمي : سيّد المشككين ) لم يناقش في صحة هذا الحديث ولم يناقش في دلالة الآية على ذلك ، ولكن زعم انعقاد الإجماع على : أن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أفضل ممن ليس بنبيّ ، وأجمعوا على أن عليّا ما كان نبيّا ، فيلزم القطع بأن عليّا ليس بأفضل من جميع الأنبياء عليهمالسلام هذا تقرير كلام الرازي.
ولكن كان على الرازي أولا : أن يحكي لنا ذلك الإجماع على صحة كبرى قياسه بأسانيد تفيد العلم ، كما هو الشرط المعتبر في حجيّة الإجماع عند علماء الأصول ، وإلاّ فمجرد دعوى الإجماع على ذلك لا يثبت فتيلا. ثانيا : أن دعوى الإجماع على هذه الكلية من أن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم على الإطلاق يكون أفضل ممن ليس بنبيّ لا سند له لا من الكتاب ولا من السنّة ، فهي أشبه بدعوى الإجماع على خلافة أبي بكر (رض) التي لا سند لها لا في القرآن ولا في سنّة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم لذا فإن الشيعة لا تعرف هذا الإجماع وتنكره. ثالثا : أن الحديث المتقدم سابق على الإجماع المدّعى لوضوح دلالته على بطلان تلك الكلية فيتعين الأخذ به ، فنحن لا نرفع اليد عن عموم الآية ودلالتها القوية على أفضلية عليّ عليهالسلام من جميع الأنبياء عليهمالسلام بما فيهم أولو العزم ـ كما يقتضيه صريح الحديث ـ ولا نعدل عنه لأجل الدعاوى المجردة ، ألّلهم إلاّ إذا رجعوا في تخصيص عموم الآية إلى بغض الوصيّ وآل النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم.
نعم يقول محمّد عبده فيما حكاه عنه تلميذه محمّد رضا صاحب منار الخوارج : إن الروايات متفقة على أن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم اختار للمباهلة عليّا وفاطمة
__________________
( ص : ٢١٨ ) من جزئه الثاني ، عن جماعة من الصحابة ، وأخرجه أيضا في ذخائر العقبى من الطبعة الأولى بمصر القاهرة ، عن جماعة من حملة العلم والحديث من أهل السنّة ، وأخرجه الحاكم في مستدركه ( ص : ١٤٦ ) من جزئه الثالث ، والذهبي في تلخيصه وصححاه على شرط البخاري ومسلم ، وغيرهم من حفاظ أهل السنّة.