بزخارف الدنيا وحرصا على الوظائف والمناصب ، فأرجفوا في المؤمنين وشتّتوا شمل المسلمين ، وفرّقوا كلمتهم ، ومزّقوا جامعتهم ، وخرقوا وحدتهم ، ولو لا أولئك الدجالون لائتلفت قلوبهم ، واتّحدت نفوسهم ، وتعارفت أرواحهم ، ولأصبح الجميع إخوانا يقوّي بعضهم بعضا ، ولكن وللأسف غلبهم أولئك المفسدون ، واستحوذوا على مشاعرهم بالتمويه فخلبوا أبصارهم بأصباغه ، ولعبوا أفكارهم بألوانه ، فنحروا دين الله في سبيل أغراضهم الشخصية ، وضحّوا عباده المخلصين بإزاء أهوائهم النفسية : ( وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ) [ الشعراء : ٢٢٧ ].
ثالثا : قوله : « لأن كتاب الله ساقط عند الشيعة » .. إلى نهاية قوله.
فيقال فيه : قد عرفت غير مرّة أن القائل بسقوط كتاب الله وتحريفه هم خصوم الشيعة على ما سجله عليهم السّيوطي في الدر المنثور وفي إتقانه والبخاري في صحيحه كما مرّت الإشارة إليه فلا حاجة إلى التكرار بالإعادة.
وأما ما حكاه هذا العدو عن الكليني (رض) ففاسد وهو من أقبحه ، إذ يكفي في كذبه وافترائه أنه موافق لخصوم الشيعة فهي من رواياتهم المسجلة في أصح كتبهم ـ كما مرّ ذكره ـ وليس هو من أخبار الشيعة في شيء ، بل الشيعة تطعن فيه وتنبذه.
رابعا : قوله : « أما العترة ففي اللّغة أقارب الرجل ».
فيقال فيه : مضافا إلى ما ألمعنا من عدم دخول غير الأئمة من أهل البيت عليهمالسلام في الحديث وأنه لا ينطبق على غيرهم مطلقا ، أنه لا يريد بعترة في الحديث بقرينة قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ( أهل بيتي ) إلاّ أخصّ أقاربه ـ وهم عليّ وفاطمة وأولادهم الطاهرون سلام الله عليهم أجمعين ـ ولو لم يقل : ( أهل بيتي ) لجاز لمتوهم أن يتوهم أنه يريد غيرهم أيضا ، ويؤكد هذا ما رواه مسلم في صحيحه في آخر ص : (٢٧٨) من جزئه الثاني في باب فضل عليّ بن أبي طالب عليهالسلام عند آية المباهلة وحديث الكساء ، عن سعد بن أبي وقاص ، عن أبيه ، قال : ( دعا رسول