وأما استدلال بقوله تعالى : ( خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ) [ الرعد : ١٦ ] فقد ألمعنا فيما تقدم أنه مخصص بدليل العقل والنقل بما عدا ذاته المقدسة وأفعال عباده ، أما النقل فقوله تعالى : ( صُنْعَ اللهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ) [ النمل : ١٨ ] ومن حيث أن الكفر والنفاق والفسوق والفجور وجميع المعاصي ليست متقنة علمنا بالضرورة أنها ليست من صنعه.
وقوله تعالى : ( الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ ) [ السجدة : ٧ ] ولمّا لم تكن المعاصي ولا عبادة الأصنام ولا عملها بحسن علمنا أنها ليست من خلقه ، وقوله تعالى : ( فَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ ) [ المؤمنون : ١٤ ] ولمّا كان الشرك والكفر ونحوهما من المعاصي ليست حسنة إطلاقا علمنا أنها ليست من خلقه في شيء.
ومن جميع ما أدليناه يستشرف القطع بفساد ما أدلى به الآلوسي في كتابه من الأباطيل والأضاليل ، وأن العقل والنقل متفقان على بطلانه.
قال الآلوسي ص : (٦٨) : « إن العبد ليس له اتصال مكاني ولا قرب جسماني بالله تعالى ، وقال أكثر فرق الإمامية بالقرب المكاني ويحملون المعراج على الملاقاة ، ... إلى نهاية مقولته ».
المؤلف : ليس في الإمامية من يقول بالقرب المكاني ولا بالجسماني مطلقا ، وإنّما القائلون به هم خصوم الشيعة وأعداؤها ، فإنهم أجازوا على ربّهم الملامسة والمصافحة والصعود والنزول ، وأنه جالس على العرش جلوسك على الأرض ، وقد نصّ على نزوله إلى سماء الدنيا في كلّ ليلة جمعة بل في كلّ ليلة ، ذكر ذلك ابن تيمية في كتابه شرح حديث النزول.
وقال بعضهم : إن معبودهم صورة ذات أعضاء وأبعاض ، وأن المخلصين منهم يعاينونه في الدنيا والآخرة ، كما نصّ عليه شيخ الحديث البخاري في