قال الآلوسي ص : (٤٠) : « إن أسلاف الشيعة وأصول الضلالات كانوا عدّة طبقات ، الطبقة الأولى : هم الّذين استفادوا هذا المذهب بدون واسطة من رئيس المضلّين إبليس اللّعين ، وهؤلاء كانوا منافقين جهروا بكلمة الإسلام وأضمروا في بطونهم عداوة أهله ، وتوصلوا بذلك النفاق إلى الدخول في زمرة المسلمين ومقتداهم على الإطلاق عبد الله بن سبأ اليهودي الصنعاني ، فقال : إنّ الأمير ( كرم الله وجهه ) هو وصيّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأفضل النّاس بعده وأقربهم إليه ، واحتج على ذلك بالآيات الواردة في فضائله والآثار المروية في مناقبه ، وأنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم استخلفه بنصّ صريح ، وهو قوله تعالى : ( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا ) الآية ، ولكن الصّحابة قد ضيّعوا وصيّه وغلبوا الأمير بالمكر والزور وظلموه ، فعصوا الله ورسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم وارتدّوا عن الدّين إلاّ القليل منهم محبّة للدنيا وطمعا في زخارفها.
واستدل على ذلك فيما وقع بين فاطمة عليهالسلام وبين أبي بكر (رض) في مسألة فدك ـ إلى أن قال ـ وقال : إنّ الأمير يصدر منه ما لا يقدر عليه بشرّ من قلب الأعيان والإخبار بالمغيّبات وإحياء الموتى وبيان الحقائق الإلهية والكونية وفصاحة الكلام والتقوى والشجاعة والكرم إلى غير ذلك مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ـ إلى أن قال ـ :
الطبقة الثانية : جماعة ممن ضعف إيمانهم من أهل النفاق ، وهم قتلة عثمان وأتباع عبد الله بن سبأ الّذين كانوا يسبّون الصحابة ».
ثم تكلّم بسلسلة طويلة من الهراء من ص : (٤٢) إلى ص : (٥١) وألصق أمورا بالشيعة قد افترى في بعضها عليهم كعادته في الافتراء ، وأورد من كلمات سيّد البلغاء بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في ذمّ أناس لا تعرفهم الشيعة وقال إنهم من الشيعة ، وهم في واقع الأمر من أظهر أفراد أسلاف ( الشيخ ) الآلوسي من رؤساء الخوارج والنواصب من المنافقين الأولين الأعداء الألدّاء لعليّ وبنيه الطّاهرين عليهمالسلام.