انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ ) [ آل عمران : ١٤٤ ] وعناه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في أحاديث الحوض والبطانتين وإتّباع سنن من كان قبلكم شبرا شبرا كما تقدمت الإشارة إليه.
ثامنا : قوله : « وبعد تفرقهم بفرق مختلفة كيف يتصور الإجماع على المسائل الخلافية ».
فيقال فيه : إنما يرجع إلى إجماع المنقلبين على الأعقاب والمتمردين على النفاق من بغاة صفين وأمثالهم في مسائل الدين كلّ أفاك أثيم من المنحرفين عن عترة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أما الشيعة فيرجعون إلى إجماع أهل البيت النبويّ صلىاللهعليهوآلهوسلم الّذين أذهب الله عنهم الرّجس وطهّرهم تطهيرا ، وقرنهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بالقرآن ، وجعلهم قدوة لأولي الألباب ، وشبّههم بسفينة نوح عليهالسلام التي من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق وهوى ، وجعلهم باب حطّة يأمن من دخلها ، وأحد الثّقلين ، لا يضلّ من تمسك بهما ولا يهتدى إلى الله من ضلّ عن أحدهما ، وأنهم عليهمالسلام السّبل إلى الله والهداة إلى الحقّ ، والأمان للأمة من الاختلاف ، فإذا خالفتهم قبيلة اختلفوا فصاروا حزب إبليس كما دلّ على ذلك كلّه أحاديث الفريقين المتواترة.
لذا فإن الشيعة يحكمون بحجيّة إجماع الصّحابة الكرام الّذين لا يخلوا إجماعهم من قول المعصوم من البيت النبويّ صلىاللهعليهوآلهوسلم الّذين قصدهم النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فيما أخرجه البخاري في صحيحه ص : (١٨٨) من جزئه الثاني في باب حدثني ابن المثنى ، بقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ( لا تزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله لا يضرّهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتيهم أمر الله وهم على ذلك ).
وما أخرجه في صحيحه ص : (١٧٤) من جزئه الرابع ، في باب قول النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : ( لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحقّ ) ، عن المغيرة بن شعبة ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : ( لا يزال طائفة من أمتي ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون ).
وما أخرجه مسلم في صحيحه في آخر ص (١٤٣) من جزئه الثاني في باب قول النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : ( لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحقّ لا يضرّهم من خالفهم ) ،